يبدو أن العودة المفاجئة لسيف الإسلام القذافي نجل الراجل معمر القذافي، بدأت في خلط أوراق الانتخابات الليبية، على بعد شهور قليلة من تاريخ إجرائها في 24 دجنبر المقبل. فبعد غياب لأزيد من عشر سنوات عن الإعلام ، عاد سيف الإسلام القذافي للظهور الإعلامي مجددا عبر حوارٍ نشرته صحيفة نيويورك تايمز مرفقا بصورة حديثة له. وتحت عنوان "ابن القذافي ما زال حيا، ويريد أن يستعيد ليبيا" نشرت الصحيفة مقالا مع سيف الإسلام القذافي يحكي فيها سنوات في الأسر. وقالت إنه يلمّح الى احتمال الترشح للانتخابات ليصبح الرئيس القادم للبلد. ولكن نجل القذافي المتواجد في مدينة الزنتان جنوب غربي طرابلس حسب الصحيفة يواجه وضعا قانونيا معقدا، حيث تطالب المحكمة الجنائية الدولية بمثوله أمامها. وتتسائل مصادر ليبية فهل يفتح ظهور سيف الإسلام القذافي إعلاميا باب عودته للساحة السياسية في بلاده من جديد، وماهي الصعوبات التي يمكن أن يواجهها ؟ وهل هناك شعبية يحظى بها في صفوف الليبيين ؟ قبل ساعات كشفت وكالة "فرانس برس"، حقيقة التسجيل الصوتي لسيف الإسلام القذافي الذي تناقلته وسائل إعلام على أنّه "كلمة حديثة توجه بها إلى الشعب الليبي". وبعد أيام على نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقابلة مع سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً يدّعي ناشروه أنّه كلمة حديثة توجّه بها إلى الشعب الليبي. إلا أنّ هذا الادعاء غير صحيح، والصوت مقتطع من كلمة ألقاها عام 2011. كما يسمع في التسجيل صوت سيف الإسلام القذافي متوجها بكلمة إلى الشعب الليبي، جاء فيها: "نحن اليوم أمام اختبار تاريخي، نحن اليوم كلنا مسلحون". وقد أرفق التسجيل الصوتي بصورة حديثة للقذافي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" ضمن مقابلة أجرتها معه ونشرت في الأول من الشهر الحالي. وقال سيف الإسلام (49 عاما) الذي ظهر للمرة الأولى منذ أربع سنوات إن السياسيين الليبيين "لم يجلبوا إلا البؤس. حان الوقت للعودة إلى الماضي. البلد جاثٍ على ركبتيه. لا مال ولا أمن. لا توجد حياة هنا"، مضيفا أنه أصبح الآن "رجلا حرا" ويخطط لعودة سياسية، من دون أن وقد استخدمت هذه الصورة في الفيديو المتداول، إلا أنّ التسجيل الصوتي ليس حديث العهد، وهو مبثور من كلمة متلفزة توجّه فيها سيف الإسلام عام 2011 إلى الشعب الليبي إثر اندلاع انتفاضة شعبيّة أسقطت نظام والده. هذه المقابلة التي أجريت في ماي في "فيلا فخمة من طابقين" داخل مجمع مغلق في مدينة الزنتان، نشرت الأحد الماضي، وأرفقت بصورة التقطت خلال المقابلة يظهر فيها سيف الإسلام وهو يرتدي قميصا أسود مطرزا بخيوط مذهبة ومسدلا لحيته الرمادية ومعتمرا عمامة سوداء. إلى ذلك سارع مصدر مقرب من سيف الإسلام القذافي، بكشف حقيقة ما تم تداوله بشأن ظهوره على إحدى الوسائل الإعلامية، مؤكدا أن الأخير لم يسجل أي لقاءات مع أي وسيلة إعلامية بعد لقاء "نيويورك تايمز". وشدد المصدر ذاته، على أن سيف الإسلام لن يظهر في الوقت الراهن مجددا، مبينا أن المقابلة التي أجرتها "نيويورك تايمز" تضمنت بعض العبارات التي لم تكن للنشر، أي أنها كانت عبارات جانبية بعيدة عن الحوار، كما تضمنت عبارات وصفية لم ترد باللقاء. وأكد المصدر المقرب، أن اللقاء جرى في شهر رمضان، إلا أن الصحيفة أخرت موعد النشر، حيث فسرت المصادر أن الهدف هو التشويش على سيف الإسلام القذافي. وشدد المتحدث ذاته، على أن سيف الإسلام والفريق الخاص به يعكفون حاليا على دراسة ردود الأفعال التي جاءت في الداخل والخارج عقب المقابلة، والتي يعتبرونها خرجت عن سياق الأمانة المهنية وأنها هدفت لتحقيق بعض الأهداف السياسية الأخرى، حسب قولهم. ونفى المصدر، نعت سيف الإسلام للليبيين، أو أنه وصف العرب ب"الحمقى"، مؤكدا أن المقابلة أرادت أن تشيطن سيف الإسلام ليس إلا.