منذ الأيام الأولى من عرض المسلسل التاريخي سرايا عابدين، وإلى غاية الحلقة 16، وهو يواجه سيلا من الانتقادات سواء من قبل مؤرخين أو أسرة الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر بين عامي 1863 و1879. وتدور أحداث المسلسل، حسب السيناريو الذي وضعته المؤلفة الكويتية هبة مشاري في قصر الخديوي، "سرايا عابدين"، وتركز على الصراع بين نساء القصر لنيل رضا الخديوي. هذا ويرى النقاد أن سرد الأحداث جاء مبالغا فيه، بالإضافة إلى أنه يشوه صورة الخديوي إسماعيل، وأن وضع عبارة تفيد بأن أحداث المسلسل مستوحاة من قصة حقيقية، لا يعفي القائمين على المسلسل من المسؤولية لعدم توخيهم الدقة في عملهم. ويشدد المؤرخون على أنه حتى وإن كان العمل الفني دراميا، فإن أحداثه تدور حول شخصيات تاريخية حقيقية، ومن غير المقبول، تحت أي ظرف، إطلاق العنان للخيال بحيث تحاك مواقف وأحداث غير حقيقية حول هذه الشخصية أو تلك، الأمر الذي يجعلها جزءا من سيرتها الذاتية، سواء عن قصد أو عن غير قصد. كما هاجم أحمد فؤاد الثاني، نجل الملك فاروق، آخر حكام أسرة محمد علي سرايا عابدين، معتبرا انه يتضمن "أكاذيب مختلقة ومغالطات تاريخية" تشوه تاريخ جد أبيه الخديوي إسماعيل. وأضاف فؤاد الثاني في بيان له، أنه تابع "بكل الأسف" مسلسل "سرايا عابدين" ظنا منه أنه سينصف الخديوي إسماعيل، لكن المسلسل "كال الاتهامات للخديوي ولبعض زوجاته بالقتل والتآمر والفساد وسوء الخلق"، مشددا على أن أحفاد إسماعيل لا يقبلون "بهذه الإهانات والاتهامات" ولن يسكتوا عليها، دون الإشارة إلى الإجراء الذي من الممكن أن يتخذوه. ويضم المسلسل عددا من نجوم الدراما المصرية والعربية، منهم يُسرا وقصي خولي ونيللي كريم، وهو من إخراج عمرو عرفة. يذكر أن الخديوي إسماعيل أنجب عددا من الأبناء منهم الخديوي توفيق الذي تولى الحكم بعد عزل أبيه عام1879 ، والسلطان حسين كامل الذي حكم بعد عزل الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1914 حتى1917 ، والملك فؤاد الذي حكم بين عامي1917 حتى وفاته عام 1936، وتلاه الملك فاروق. وأحمد فؤاد الثاني، هو الابن الوحيد للملك فاروق، وولد عام 1952 وهو نفس العام الذي أنهت فيه ثورة 23 يوليو حكم والده الذي تنازل عن العرش لابنه الرضيع، قبل أن يغادر الملك السابق والملك الصبي مصر إلى إيطاليا.