عادت الروح إلى القاعات السينمائية المغربية، بعد توقف دام أكثر من سنة بسبب الجائحة، الأمر الذي أنهى تأجيل عرض الأفلام المغربية الجديدة. فيلم "التائهون" للمخرج المغربي سعيد خلاف الصادر يوم أمس الأربعاء، هو باكورة الأعمال السينمائية الجديدة المعروضة في القاعات السينمائية بعد الإغلاق، يتطرق لقصة "عاهرة" فقيرة تحمل في أحشائها جنينا من صلب شاب من الطبقة الغنية. وصرح مخرج الفيلم، سعيد خلاف ل"اليوم 24″، أن فيلم "التائهون" من سيناريو محمد النجدي، صور سنة 2018، وكان من المرتقب صدوره في مارس 2020، لكن ذلك كان غير ممكن بسبب الظروف التي خلفتها الجائحة. وأضاف خلاف: "الفيلم من بطولة عبد النبي البنيوي، وعبد السلام البوحسيني، ونسرين الراضي، وفاتي جمالي وآخرين، ويعالج في صلبه النظرة الدونية ل"العاهرة" المنبودة بكل الأشكال، خصوصا في المجتمعات العربية". يقول المخرج: "شخصيا لم أصادف عاهرة غير نادمة على حالها، ولا تعيش حزنا عميقا بداخلها، فحاولت في فيلم "التائهون" التطرف للموضوع من خلال المقارنة بين طبقة غنية وأخرى فقيرة". وزاد المتحدث: "يحكي العمل السينمائي قصة شاب ينتمي لعائلة غنية، محب للحياة، له علاقة مع "عاهرة" ترافقه في أجواء السهر، فشاءت الأقدار أن تحمل في بطنها جنينا من صلبه، لكن ذلك أدى به للتخلي عنها وإبعادها عن حياته". وأضاف: "يتعرض بطل الفيلم إلى حادثة خطيرة، تجعله غير قادر على الإنجاب، ما يدفعه إلى البحث عن خليلته السابقة، أملا في حفظ ماء وجهه أمام المجتمع، وتحقيق حلم الأبوة". "يمر بطل الفيلم من محن عديدة في رحلة البحث عن خليلته السابقة، ليتوفق في العثور عليها، غير أن نهاية الفليم كانت حزينة"، يضيف المخرج سعيد خلاف. وعن صدور فيلم" التائهون" مباشرة بعد عودة الروح للقاعات السينمائية يقول خلاف: "لذلك إحساس خاص، وافقت على قرار الموزع بإصدار الفيلم في هذه الفترة، أملا في مساهمتي ولو بنسبة صغيرة في إعادة الجمهور إلى القاعات، أتمنى أن يجد العمل صدى طيبا عند الجمهور". وأكد خلاف أن الحوار في الفيلم يتضمن مصطلحات جريئة وكلاما نابيا، بنية نقل الواقع بتفاصيله، مؤمنا بأن لا حدود في السينما، عكس أعماله التلفزية التي يحرص فيها على احترام التقاليد المجتمعية، مبررا ذلك بأن الأخيرة تدخل بيوت المغاربة، عكس السينمائية التي يذهب إليها الجمهور ويؤدي ثمن تذاكرها باختيار منه.