تزامنا مع بداية شهر رمضان، أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، عن تفاصيل الارتفاع الذي تعرفه عدد من المواد الاستهلاكية، بالموازاة مع تزايد استهلاك الأسر، وانخفاض ساعات العمل. وقالت المندوبية في تقريرها حول "تأثيرات شهر رمضان 1442على تطور الأثمان عند الاستهلاك"، إن أسعار البيض والحوامض تعرف زيادات تقدر ب 2.5٪ و 2.3٪، على التوالي، خلال شهر رمضان، كما ترتفع أسعار الفاكهة الطازجة بنسبة 1.9٪. في المقابل، تظل تأثيرات شهر رمضان على أسعار اللحوم الحمراء والدواجن والخضروات، باستثناء الطماطم، متواضعة على العموم. ووقف تقرير المندوبية على تغير عادات الأسر، من حيث استهلاك بعض المواد الغذائية العامل الأساسي في شهر رمضان، وتأثيره على تطور أسعار الاستهلاك، حيث يبتدئ هذا التأثير قبل أسبوعين من حلوله، والذي يتزامن هذه السنة مع نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل 2021. وتقدر الزيادة في أسعار الاستهلاك للمنتجات الغذائية بنحو 0.6٪ بالنسبة لرمضان بأكمله، ويلاحظ أن النصف الثاني من شهر رمضان يشهد زيادة أكثر في الأسعار مقارنة مع النصف الأول (0.8٪ ، بدلاً من 0.4٪ على التوالي)، كما تحقق الأسماك والبيض والحوامض أكبر الارتفاعات في أسعارها، حيث ترتفع أسعار الأسماك والمنتجات البحرية بنسب تقدر ب 5,6٪ و 5,8٪، على التوالي، خلال النصفين الأول والثاني من شهر رمضان المبارك. بدورها تتغير عادات الاستهلاك خلال شهر رمضان، وبحسب البحث الأخير حول استهلاك الأسر، الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط، فإن استهلاك الأسر يرتفع بنسبة 16.3٪ في المتوسط خلال الشهر الكريم، ويعزى ما يقرب من 82٪ من هذه الزيادة الظرفية إلى ارتفاع نفقات التغذية، بحيث تنفق الأسر، في المتوسط، أكثر من الثلث على التغذية مقارنة مع الشهور الأخرى. وتخص الزيادة في إنفاق الأسر خلال رمضان على التغذية في جميع فئات الأسر، حيث ترتفع كلما تحسن مستوى المعيشة، كما أنه من بين المنتجات الأكثر مساهمة في هذا الإنفاق الإضافي، الفواكه واللحوم والحبوب والحليب ومنتجات الألبان. ويشير التقرير ذاته إلى ارتفاع الإنفاق على المنتجات غير الغذائية بنسبة 4.6في المائة خلال شهر رمضان، مدعومًا بشكل خاص بزيادة 20٪ في الإنفاق على "النقل والاتصالات" و 3.7+٪ في الإنفاق على "السكن والطاقة"، في المقابل، ينخفض الإنفاق على الملابس بنسبة 13٪ في المتوسط خلال هذا الشهر، وخاصة في الوسط القروي.
وتسجل المندوبية أنه خلال شهر رمضان، تشهد معظم القطاعات تباطؤا في الإنتاجية، يرجع جزئيًا إلى انخفاض ساعات العمل، حيث أنه ووفقا لنتائج البحث الوطني الأخير حول استخدام الوقت، فإن ساعات العمل اليومية تنخفض بنسبة تقدر ب 23٪. ويقدر هذا الانخفاض بساعة واحدة و 12 دقيقة للرجال و 19 دقيقة للنساء، في المقابل، يتزايد الوقت المخصص للتسوق وللأنشطة المنزلية مقارنة مع الشهور العادية، وخاصة في المدن وبين النساء (47+ دقيقة).
يشار إلى أن شهر رمضان 1442 هو الثالث عشر خلال 61 سنة القمرية الأخيرة، الذي يبتدئ بيوم الأربعاء، كما يتشابه مع رمضان 1989 من حيث موسم حدوثه، بين شهري أبريل وماي.