وسط انقسام حاد بين قيادتها وتعاظم عزلة مشروعها وسط الالتفاف الدولي المتزايد حول المقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، لا تزال جبهة "البوليساريو" الانفصالية لا تضع أي برنامج مستقبلي لها غير حمل السلاح. وفي السياق ذاته، اجتمع، مساء أمس الأربعاء، ما تسميه الجمهورية الوهمية ب"مجلس الوزراء" بقيادة زعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي، لمناقشة مشروع الجبهة لعام 2021. وخلص اجتماع قيادة الجبهة الانفصالية إلى أن برنامجها للعام الجاري يتلخص في أن "الأولوية للقتال"، واضعة قضايا المحتجزين، من تعليم، وصحة في مستوى ثاني من الاهتمامات، مع "تكيفها مع واقع الحرب". وعلى الرغم من عدم حديث بعثة الأممالمتحدة في الصحراء "المينورسو" عن تسجيل أي هجمات للجبهة الانفصالية في المنطقة العازلة، تواصل هذه الأخيرة تقديم مزاعم كاذبة عن وقائع "خيالية"، فيما يخص الأوضاع في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مدعية أنها حققت انتصارات عسكرية، وأسقطت ضحايا بين الجنود المغاربة، زعمت أن مستشفيات المملكة تعج بهم، و"أقصاف" يومية تقول إنها تعد بالمئات خلال الشهرين الماضيين. يذكر أن الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أعلن أن الولاياتالمتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، وعزم بلاده فتح قنصلية في الأقاليم الجنوبية في مدينة الداخلة. وقاد مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنير، وفدا أمريكيا إسرائيليا من تل أبيب إلى الرباط، حظي باستقبال ملكي، ووقع على اتفاقيات في عدد من القطاعات مع المسؤولين المغاربة، كما عرفت، الأيام القليلة الماضية، أول زيارة لدبلوماسيين أمريكيين للأقاليم الجنوبية، حدث تلاه مباشرة مؤتمر وزاري، نظمه المغرب، والولاياتالمتحدةالأمريكية، شاركت فيه 40 دولة حول العالم، من مختلف القارات، دعما للموقف المغربي من النزاع المفتعل.