بعد مرور أقل من شهر على حادث تعرض ممرضة مصابة بفيروس كورونا لمحاولة الاعتداء عليها جنسيا، من قبل حارس أمن خاص بمصلحة الفحص بالأشعة في مستشفى محمد الخامس بمكناس؛ فضيحة مماثلة هزت، بداية الأسبوع الجاري، وزارة الصحة ومصالحها بالمديرية الجهوية لإقليم الحسيمة، عقب الانتشار الواسع لشريط فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي، يوثق لحظة محاولة اعتداء جنسي تعرضت له شابة مصابة بالفيروس في عقدها الثاني داخل وحدة العزل الخاصة بمرضى "كوفيد-19′′، في مستشفى القرب بمدينة إمزورن، التي تبعد بحوالي 17 كيلومترا عن مدينة الحسيمة. وظهر في شريط الفيديو، الذي تفاعل معه المغردون بمواقع التواصل الاجتماعي محققا نسبة كبيرة من المشاهدة، شخص يرتدي البذلة الخاصة بالممرضين وهو يقتحم غرفة خاصة بعزل مرضى الفيروس التاجي توجد فيها شابة في عقدها الثاني، حيث اقترب منها صاحب البذلة البيضاء بعدما أحكم إغلاق الغرفة من الداخل، وبدأ يتغزل بمفاتن الفتاة معربا لها عن إعجابه بها ورغبته في إقامة علاقة حب معها، وهو ما ردت عليه الفتاة التي بالكاد تخرج صوتا مرتجفا من حلقها، متوسلة من مقتحم غرفتها خلسة بأن يتركها وشأنها، لكن الشخص تمادى في فعلته كما يظهر في الفيديو، حيث اقترب من الشابة وجلس على سريرها وشرع في ملامسة أطراف من جسدها، وهو يحاول إقناع الفتاة بأن تسلمه جسدها لممارسة الجنس عليها، مقابل تزويدها بكل المتطلبات التي ستحتاجها خلال فترة مكوثها بالعزل الصحي في المستشفى. وبينت المشاهد التي تظهر في الفيديو أن الشابة المريضة وبعد أن أعيتها توسلاتها دون جدوى، ثارت مرة ثانية في وجهه وهي تستجمع قواها التي نخرها المرض، وشرعت في الصياح بصوت ضعيف لعلها تنجح في إبعاد صاحب البذلة البيضاء عن سريرها، لكنه لم يبالِ لصراخها الذي لا يتجاوز الغرفة المغلقة، وأصر على مواصلة لمس جسد الفتاة في محاولته للاعتداء عليها جنسيا، إلى أن أدركه صوت خطى خارج الغرفة، فسارع إلى مغادرتها بسرعة البرق، فيما تمكنت الشابة من توثيق ما تعرضت له بواسطة هاتفها ونشرت الفيديو بمواقع التواصل الاجتماعي لفضح صاحب البذلة البيضاء. هذا وخلف الفيديو ضجة كبيرة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي تفاعل روادها مع هذه الفضيحة بتغريدات نددت بما تعرضت له الشابة داخل إحدى غرف الجناح المخصص لمرضى كورونا على يد شخص محسوب على العاملين بالمستشفى، حيث اعتبر المغردون أن ما كشفته مريضة مدينة إمزورن مجرد "عينة من مسلسل فضائح فساد مستمر، وليس جديدا ما يتعرض له المرضى داخل غرف المستشفيات". وعجل الانتشار الواسع لفيديو الشابة المصابة بالفيروس، بخروج وزارة الصحة عن صمتها، حيث أصدرت مديريتها الإقليمية للصحة بالحسيمة، يوم الثلاثاء الماضي، بلاغا أعلنت فيه أنها وبأمر من وزير الصحة، أجرت مصالح المديرية بالحسيمة أبحاثها وتحرياتها في الفيديو المتداول، حيث ثبت لها بأن الشخص الذي يظهر في الفيديو ليس ممرضا، ويتعلق الأمر بحارس أمن خاص تابع للشركة التي تعاقدت مع إدارة المستشفى، حيث جرى تكليفه بحمل المرضى على متن مزلاج وتنقليهم إلى المصالح المختصة بكل حالة. والمثير في بلاغ مديرية الصحة بالحسيمة، الذي أثار ردود أفعال غاضبة، هو أنها اعتبرت الفعل الخطير والمشين الذي قام به حارس الأمن الخاص بمستشفى مدينة إمزورن، بأنه سلوك شخصي، كما جاء في بلاغها، وهو ما اعتبره المتتبعون بأنها محاولة للهروب إلى الأمام للتنصل من مسؤولية وزارة الصحة ومصالحها بالحسيمة وكذا إدارة المستشفى بإمزورن، من مسؤوليتهم عن حادث تعرض مريضة للتحرش ومحاولة الاعتداء عليها جنسيا داخل غرفة للعزل الصحي بالجناح المخصص لمرضى "كوفيد-19′′، والذي بات مرضاه وبقية مرضى باقي الأجنحة الأخرى بالمستشفى عرضة للخطر في أعراضهم وسلامتهم الصحية، يقول المنتقدون. آخر المعطيات التي حصلت عليها "أخبار اليوم"، تفيد بأن النيابة العامة دخلت على خط هذه الفضيحة، حيث أمرت بفتح بحث قضائي في الفيديو، بغرض تحديد هوية حارس الأمن الخاص المشتبه فيه بحسب بلاغ المديرية الاقليمية للصحة بالحسيمة، وإخضاعه للبحث بشبهة جناية "محاولة هتك عرض"، بمقتضى الفصل 114 من القانون الجنائي، وجريمة التحرش الجنسي كما وردت في الفصل "1-1-503" من القانون "103.13" المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، تورد مصادر الجريدة..