هنأت القيادة السعودية، الحليف الوثيق لدونالد ترامب، جو بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية مساء الأحد، بعد مرور نحو 24 ساعة على إعلان انتصار المرشح الديموقراطي على الرئيس الجمهوري. وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعثا ببرقيات تهنئة لبايدن ونائبته كامالا هاريس أشادا فيها بالعلاقات "التاريخية (...) التي يسعى الجميع لتعزيزها وتنميتها في المجالات كافة". والسعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم والتي تستعد لاستضافة قمة مجموعة العشرين هذا الشهر، هي آخر دولة خليجية تهنئ بايدن بفوزه بعد معركة انتخابية شرسة مع ترامب. وكانت المملكة أول دولة أجنبية يزورها ترامب بعيد انتخابه في مايو 2017، وأقام مع قادتها وخصوصا ولي العهد الأمير الشاب، علاقات وطيدة للغاية. وتناقضت علاقات ترامب هذه مع المملكة ودول الخليج الثرية الأخرى مع العلاقة الفاترة التي ربطت هذه البلدان الغنية بالنفط بسلفه باراك أوباما الذي أثار بإبرامه اتفاقا مع إيران حول ملفها النووي مخاوف السعودية وجيرانها. كما عارض البيت الأبيض في عهد ترامب القرارات المناهضة للسعودية في الكونغرس على خلفية حربها المثيرة للجدل في اليمن وجريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018. وقالت حملة بايدن في الذكرى الثانية لمقتل خاشقجي في اكتوبر الماضي إن إدارته ستعيد "تقييم علاقتنا بالمملكة، وننهي دعم الولاياتالمتحدة لحرب المملكة العربية السعودية في اليمن، ونتأكد من أن أميركا لا تتخلى عن قيمها لبيع الأسلحة أو شراء النفط". وذكرت بالتقارير التي أفادت بأن ولي العهد أمر بارتكاب جريمة القتل، وهو ما نفاه الأمير الشاب الذي يعتبر الحاكم الفعلي للمملكة. ويقول محللون إن المملكة تشعر بالقلق من أن تسعى إدارة بايدن لإعادة الولاياتالمتحدة الى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، وتخفف العقوبات على عدوتها إيران، وتتبع سياسة متشددة تجاه مسألة حقوق الانسان التي غض الرئيس الجمهوري النظر عنها.