لم يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التغريد، تعبيراً عن عدم رضاه عن النتائج التي ترجح كفة خصمه الديمقراطي جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية الحالية، بعدما دوّن تغريدة جديدة قال فيها إن "أي صوت سيأتي بعد يوم الانتخابات فلن يتم احتسابه". تغريدة ترامب، التي كتبها بأحرف كبيرة، تعبيراً عن غضبه أو "صراخه"، تأتي في ظل الانتقادات التي وجهها بخصوص عملية الفرز في عدد من الولايات، بالإضافة إلى التصويت عبر البريد. حملة ترامب علقت على هذه التغريدة، إذ أوضحت أن الرئيس يقصد "عدم عدّ الأصوات التي تأتي بعد التصويت". من جهته، لم يتأخر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الرد على تغريدة ترامب، إذ نشر ملاحظة فوقها بالإشارة إلى أنها تغريدة "مضللة". إذ علق تويتر على التغريدة قائلاً: " بعض أو كل المحتوى الذي تمت مشاركته في هذه التغريدة متنازع عليه، وقد يكون مضللاً بشأن الانتخابات أو عملية أخرى". أوقفوا العد قبل ساعة من هذه التغريدة، طالب ترامب بإيقاف عملية فرز الأصوات في الولايات المتبقية، في ظل التقدم الذي أفرزته النتائج الأولية لمنافسه الديمقراطي جو بايدن، وخسارة ترامب مجموعة من الولايات بعد أن كان متقدماً فيها، إذ كتب الرئيس الأمريكي، الخميس 5 نوفمبر 2020، على صفحته بموقع تويتر: "أوقِفوا العدَّ". قبل ذلك بساعات، قالت حملة ترامب إن الفريق القانوني توجَّه بالفعل إلى بنسلفانيا؛ لرفع دعوى أمام محكمة الولاية، لوقف فرز الأصوات وإعلان الرئيس فائزاً هناك، حيث يتقدم بالفعل حتى الساعة لكن فارق تقدُّمه تقلَّص بصورة واضحة. فقد كان الرئيس متقدماً بفارق يزيد على 700 ألف صوت، تقلَّص الآن إلى أقل من 165 ألف صوت مع تبقي أكثر من 900 ألف بطاقة اقتراع لم يتم فرزها، بحسب تصريحات سكرتير الولاية. ترامب يدعو لوقف الفرز حملة ترامب أعلنت بالفعل الفوز في الولاية، لكن حملة بايدن قالت إنه لا بد من الانتظار حتى فرز جميع الأصوات، خصوصاً أن ما يتم فرزه هو أصوات مرسلة بالبريد، أي أنها أقرب إلى جو بايدن، والدافع القانوني وراء الدعوى لوقف الفرز هو التشكيك في مدى دستورية الاستمرار في فرز الأصوات بعد ليلة الانتخابات، إضافة إلى التشكيك في نزاهة التصويت عبر البريد من الأساس. من المهم هنا ذكر أن المحكمة العليا قررت بالفعل يوم 20 أكتوبر الماضي، أن ولاية بنسلفانيا يمكنها استقبال بطاقات التصويت المرسلة عبر البريد حتى يوم 6 نوفمبر، أي بعد ثلاثة أيام من يوم الانتخابات. وصلت القضية للمحكمة العليا من جانب الجمهوريين، بعد أن حكمت المحكمة العليا في الولاية لصالح الديمقراطيين، ما يجعل فرص نجاح ترامب في تغيير حكم المحكمة في بنسلفانيا ضعيفاً، بحسب خبراء القانون. دعاوى إعادة الفرز في ولايتي جورجيا وويسكونسن اللتين أوشك فرز الأصوات فيهما على الانتهاء، وإعلان وسائل الإعلام فوز بايدن في الثانية، واقترابه بشدة من حسم الأولى لصالحه بعد أن أصبح هامش تقدُّم ترامب هناك أقل من 20 ألف صوت، بعدما كان أكثر من 400 ألف صوت قبل 24 ساعة، قرر ترامب رفع دعاوى قضائية لإعادة الفرز هناك. الأمر نفسه قرر ترامب القيام به في ولاية ميشيغان، التي قالت وسائل الإعلام إن بايدن فاز بها بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات، بفارق يزيد قليلاً على 35 ألف صوت فقط، وذلك بعد أن كان ترامب متقدماً هناك بفارق يزيد على 300 ألف صوت، بعد فرز 65% من الأصوات. فيما ينص قانون غالبية الولاياتالأمريكية على أنه من حق أي مرشح أن يطلب إعادة فرز الأصوات إذا ما كان هامش الفوز لا يزيد على 1% بعد إعلان النتيجة النهائية رسمياً من جانب مسؤولي الانتخابات في الولاية، وهو ما لم يحدث بعد حتى الآن في أي من الولايات التي قال ترامب إنه وجَّه برفع دعاوى قضائية فيها.