عبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن موقفه من الجدل الدائر حول قضية الرسوم المسيئة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، مشددا في الوقت ذاته على رفض الأعمال الإرهابية. وأكد السيسي، خلال مشاركته في احتفالية وزارة الأوقاف المصري بذكرى المولد النبوى، أن جميع الرسل، والأنبياء يحضون بالاحترام، والتوقير "لأنهم المختارون من قبل الله والإساءة لهم استهانة بقيم دينية رفيعة"، مضيفا أن "تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين، بل إنه محرّم، ومجرّم". وتابع السيسي أن "حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف شخص"، مؤكدا أن "الإسلام يعتمد على التعايش السلمى بين الناس جميعا". وأشار السيسي إلى أن "رسالة الإسلام، التي تلقيناها من الرسول جاءت انتصارا للحرية حرية الإيمان، والاختيار، والاعتقاد، وحرية الفكر إلا أن كل الحريات لم تأت مطلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية، لا إلى الفوضى تبيح التخريب، والتدمير كما أن تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود الآخرين تحترم الجميع... فما قد يعتبر قيدا على الحريات أنها يصون تبرير التطرف تحت ستار الدين". ولفت السيسي الانتباه إلى أن "بناء الوعى الرشيد يتطلب تظافر جهود المؤسسات الدينية، والتربوية، والثقافية، والإعلامية، من أجل بناء الشخصية السوية، القادرة على مواجهة التحديات، والتمييز بين الحق، والباطل، والحقائق، والشائعات، والوعى الحقيقي والزائف". وفي 16 أكتوبر الجاري، شهدت العاصمة باريس جريمة، قتل خلالها مدرس تاريخ على يد شاب في عمره 18 سنة، بعد قيام الأول بعرض رسومات كاريكاتورية على طلابه "مسيئة" إلى النبي محمد. وفي اليوم ذاته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز": "قتل مواطن اليوم، لأنه كان معلما، ولأنه كان يُدرس التلاميذ حرية التعبير... هذا الهجوم ضمن إرهاب الإسلاميين". واستدرك ماكرون: "البلاد بأكملها تقف مع المعلمين، وهؤلاء الإرهابيون لن يقسموا فرنسا... الظلامية لن تنتصر". وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة إلى الإسلام والنبي محمد)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأدى إلى حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية.