قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، اليوم الأربعاء، في الرباط، إن هناك توافقا، وانسجاما في الرؤى بين المغرب، والسعودية حيال التحديات المحدقة بالعالم العربي، وعلى رأسها التدخلات الأجنبية، والإرهاب، ودورهما في زعزعة الأمن، والاستقرار في المنطقة. ويأتي ذلك بعد أشهر من أزمة صامتة بين الرياض، والرباط، استمرت لأشهر، وزادها تباين المواقف بشأن القضية الليبية. وأوضح الأمير فيصل بن فرحان، في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب مباحثاتهما، أن هذه التحديات تقتضي ضرورة التنسيق، والتعاون المشترك لمواجهتها، والعمل على إرساء دعائم السلم، والأمن في كامل المنطقة . وبخصوص الملف الليبي، أعرب المسؤول السعودي عن قلق بلاده إزاء الوضع في ليبيا، والتدخلات الأجنبية في هذا الملف، وتطورات الأوضاع، وكذا أثر هذه التدخلات على الأمن القومي العربي، لاسيما على أمن دول الجوار. وفي هذا الصدد، قال المسؤول السعودي إن المملكة العربية السعودية تسعى إلى الدفع بكل الجهود، التي تروم إيجاد حل لهذه الأزمة، مؤكدا أن الحل يجب أن يكون ليبيا-ليبيا. وأضاف المتحد نفسه أن الحل الليبي-الليبي قناعة لدى المملكة العربية السعودية، وكافة الدول العربية، مشيرا إلى أن التنسيق بين الدول العربية لتحقيق هذا الأمر أولوية بالنسبة إلى بلاده، لضمان إنهاء هذه التدخلات، والاقتتال الجاري في هذا البلد، "وحماية ليبيا، والليبيين من آثار الإرهاب، والاقتتال، والتدخلات، والأطماع الخارجية". وبخصوص المباحثات، التي أجراها مع نظيره المغربي، أكد الأمير فيصل بن فرحان أنها تمحورت "حول مختلف جوانب العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، في ظل ما يجمع بينهما من وشائج الأخوة التاريخية الوثيقة". وأضاف المسؤول السعودي أنه تم التأكيد، خلال هذا اللقاء على الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية من خلال التنسيق المستمر في كافة المجالات "لتحقيق مصالح البلدين، والشعبين الشقيقين في ظل توجيهات قيادتي البلدين". وأشار المسؤول نفسه إلى وجود اتفاقيات، ومجالات عديدة للتنسيق، يجب العمل على تفعيلها للدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى.