قالت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عقب جمعها العام الاستثنائي مساء أمس، إن الصحافة المغربية، تواجه واحدة من أخطر أزماتها، سواء على المستوى الظرفي مع تداعيات أزمة كورونا أو على المستوى الهيكلي مع اجترار أعطاب نموذج اقتصادي يشارف على نهايته، أو على المستوى المهني والأخلاقي الذي زاد تقهقره من هذه الأزمة البنيوية، أو على المستوى التنظيمي والتمثيلي، حيث "اختار مجموعة من الزملاء الناشرين من فيدراليتنا ومن خارجها تأسيس تنظيم جديد بالتزامن مع إعلان الحكومة عن تخصيص دعم يصل إلى 205 ملايين درهم للقطاع الإعلامي للتخفيف عليه من آثار الجائحة". وقال البلاغ، إن الجمع العام "إذ يتأسف على هذا التمزق في الجسم المهني، فإنه يؤمن بأن الاختلاف مشروع والتعددية اختيار للمملكة المغربية منذ فجر الاستقلال، ولذلك، فإنه يعتبر كل التفاصيل والحواشي والخلفيات في هذا الموضوع الذي شغل الرأي العام المهني مجرد هوامش على متن أهم، ولا تستوجب من الجميع إلا الترفع من أجل حسن الترافع ليس على المكتسبات المالية للصحافة فقط وهي ضرورية، ولكن على القيم المهنية الأصيلة لأنها هي الضمانة الوحيدة من أجل البقاء". ودعا الجمع العام للفيدرالية، إلى الانتباه إلى أن ا"لرأسمال الحقيقي لأي صحافة اليوم وغداً ليس هو الدعم المالي فقط، ولكنه ثقة المجتمع في إعلامه وتنمية رصيد مصداقيته والعض بالنواجد على استقلاليته".. وأضاف البلاغ، "إن الجمع العام لن يدخل أبداً في حرب اصطفافات أو تصنيفات، بل إنه سيواصل الانخراط بكل روح بناءة في جميع الأوراش المفتوحة التي كانت الفيدرالية منذ 20 عاما في قلبها، كقوة تمثيلية واقتراحية، تمد يدها لكل الفاعلين في القطاع من أجل رص الصفوف واستشراف المستقبل وسمته الكبرى اليوم هي اللايقين". ويرى الجمع العام للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، أن آلاف الصحافيين ومئات المقاولات الإعلامية المهيكلة أو في طور التأهيل، لا ينتظرون اليوم تسجيل الأهداف أو التباهي أو التناطح، بل إن المغرب ينتظر من هذه النخبة من الناشرين أن تكون في مستوى التحديات للقيام بدورها الرقابي والإخباري، وتحمل مسؤوليتها الاجتماعية حتى تكون جزءا من الحل لا جزءاً من المشكلة". وقالت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، إنها "ليست صنما، وبالتالي فهي لم تدع أبداً لعبادته ولا تفهم أي دعوة لتكسيره، وإن الجمع العام بعد مناقشاته المستفيضة، يعتبر أن ما يجب تكسيره اليوم هو التسيب في القطاع والانحدار الأخلاقي والعوائق في البيئة التي يشتغل فيها الصحافي، سواء كانت قانونية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تأهيلية، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". وشدد الفيدرالية، على أنها ستواصل العمل مع شريكها الأساسي النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بناء على ما سطره آخر اجتماع لقيادتي الهيأتين التنفيذيتين في نهاية شهر ماي الماضي، بما يحفظ مناصب الشغل وكرامة الصحافيين وتحسين أوضاعهم الاجتماعية وحماية حريتهم واستقلاليتهم التحريرية.