بعد التقرير الأسود، الذي كان قد قدمه المجلس الأعلى للحسابات حول المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، اقترح المجلس الاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي، بسحب ملف “ONSSA” من يد وزارة الفلاحة. وأصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، هذا الأسبوع، رأيه حول سياسة السلامة الصحية للأغذية، اقترح فيه في توصيلته الاستراتيجية، باعتماد البلاد لوكالة وطنية للسلامة الصحية للأغذية، تكون مستقلة وتحت إشراف رئيس الحكومة، وهو ما يعني مراجعة هيكلية لاختصاصات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات العذائية، بتخوله الموقع، والصلاحيات اللازمة للاضطلاع بمهامه. وأوضح المجلس نفسه أنه يتعين منح المكتب المذكور صلاحية زجر الممارسات غير المطابقة للمقتضيات القانونية، والمعايير المعتمدة لسلامة المواد العذائية على جميع المستويات، وطالب بإيلاء أهمية خاصة للاستهلاك الداخلي للفئات المعوزة، وهو ما يمكن مواكبته من طرف هذه الوكالة مع مجلس استشاري مكون من ممثلين عن المجتمع المدني، والمقاولات، وكذا هيآت مهنية أخرى معنية بالسلامة الغذائية. وكان المجلس الأعلى للحسابات قد كشف في تقريره السنوي غياب رؤية واضحة، وسياسة عمومية مندمجة في مجال السلامة الصحية للمنتجات الغذائية في المغرب، وذلك خلال افتحاصه للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا". ووقف مجلس إدريس جطو على عدم تناسب حجم الموارد البشرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية مع حجم المهام الموكلة إليه، حيث لاحظ وجود خصاص كبير في الموارد البشرية للمكتب، بالنظر إلى حجم المهام الموكلة إليه، خصوصا أن عددا كبيرا من موظفيه أحيلوا على التقاعد في السنوات الأخيرة، وبوتيرة تصاعدية. ودعا التقرير ذاته إلى ضرورة وضع نظام واضح للمسؤوليات، والمراقبة، وتوفير كل المعلومات الأساسية للمستهلك، كالمحتوى، وتركيبة، وجودة المنتجات الغذائية، مسجلا أن حلقات كثيرة من السلسلة الغذائية لا تشملها مراقبة "أونسا"، كأسواق الجملة للفواكه، والخضر، والمذابح التقليدية للدواجن "الرياشات". وتوصيات المجلس الأعلى للحسابات رفضها عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وقال أمام البرلمان إن "أطر المكتب يبذلون مجهودا كبيرا، وهم ليسوا وحدهم، بل طرف مع الأسف"، وأضاف: "جاءت مراقبة مجلس الحسابات، هناك أمور جيدة، وتوصيات جيدة، ورفضنا بعض التوصيات، والباقي نشتغل عليه". واعتبر وزير الفلاحة أن هناك "تشويشا للصحافة"، بخصوص الموضوع، مضيفا: "المكتب يقوم بعمله برجولة، وليس هناك إشكال مطروح، من غير ما يخلقه بعض الأشخاص، الله يهديهم".