قللت تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، من حركة الهجرة حول العالم، خصوصا بين ضفتي المتوسط، إلا أنها لم توقفها، ولم توقف كذلك محاولات عدد من المغاربة في تحقيق “حلم” الهجرة، ولو بطريقة غير شرعية محفوفة بالمخاطر. وفي ذات السياق، كشفت وسائل إعلام إسبانية، اليوم الخميس، عن توقيف أربعة شباب مغاربة، بعدما نجحوا في العبور من مدينة سبة المحتلة، نحو الضفة الأخرى من المتوسط، مختبئين. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الشباب الأربعة عمدوا إلى الاختباء في شاحنة، لم يتم اكتشاف وجودهم فيها، إلا بعد وصولها إلى إحدى المنشآت الصناعية الإسبانية، حيث أبلغ السائق الشرطة بسماعه لصوت غريب في خلفية الشاحنة، قبل أن يتم كشف وجودهم، وتوقيفهم. الشبان الأربعة، من بينهم قاصر، تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 29 سنة، وتم توقيفهم بسبب انتهاك قوانين الأجانب. وصول المجموعة المذكورة من الشبان المغاربة، ليست الأولى خلال فترة الطوارئ الصحية وجائحة كورونا، لكنها تعد من بين المجموعات القليلة، التي تمكنت من العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط سرا في هذه الظروف، بسبب التشديدات الأمنية، بسبب الجائحة، وتناقص أعداد البواخر الرابطة بين القارتين. وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد سجلت، قبل أيام قليلة، أن عدد المهاجرين غير الشرعيين، الذين وصلوا إلى التراب الإسباني عبر البحر، سجل تراجعا مهما، قدرت نسبته بحوالي 23 في المائة إلى غاية نهاية شهر ماي الماضي، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2019. وأوضحت الوزارة، في تقرير، أصدرته تحت عنوان "الهجرة غير الشرعية من فاتح يناير إلى 31 ماي 2020″، أن عدد المهاجرين غير الشرعيين، الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية على متن القوارب، بلغ خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2020، ما مجموعه 6152 مهاجرا، وهو ما يمثل انخفاضا مهما، بلغت نسبته 9 , 22 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.