يوم رمضاني برائحة الموت عاشته يوم أول أمس الخميس، المنطقة السياحية “آيت عكي تاعجلانت” بجماعة بن صميم ضواحي مدينة إفران، عقب إقدام فلاح يبلغ من العمر 46 سنة على استعمال بندقيته للصيد، ليطلق منها أعيرة نارية أنهت حياة زوجته الثلاثينية، وأدخلت ابن أخيه، وهو طالب جامعي في ربيعه ال25، العناية المركزة وهو يصارع الموت، فيما أطلق الفلاح الجاني ساقيه للريح واختفى وسط غابات وجبال المنطقة، قبل أن يسلم نفسه بعد ساعات من جريمته المروعة لعناصر الدرك بمدينة أزرو. واستنادا إلى المعلومات التي استقاها “اليوم 24” من مكان الحادث كما رواها لنا شهود من المنطقة السياحية الهادئة بجماعة بن اصميم بضواحي إفران، فإن جيران الفلاح الأربعيني وهو أب لطفلين، اهتزوا بعد ظهر أول أمس الخميس، على صوت أعيرة نارية كسرت هدوء منطقتهم الجبلية الهادئة، ما جعلهم يغادرون أجواء حجرهم الصحي المنزلي ويهرولون نحو الخارج لمعرفة ما يجري بمحيطهم في يوم رمضاني هادئ، حيث فوجئوا بمشهد مروع، تظهر فيه امرأة شابة وبجانبها شاب غارقان في دمائهما بالقرب من منزل الفلاح الأربعيني، واللذان لم يكونا سوى زوجة جارهم وابن أخيه، فيما عاين الشهود، كما جاء في أقوالهم للمحققين، الفلاح الهائج وهو يحمل بندقية صيد ويطلق النار في كل الاتجاهات، بعدما نفذ جريمته في حق زوجته وابن أخيه، حيث لم تسلم من خراطيش بندقيته العشوائية حتى رؤوس بعض من أغنامه، وهي المشاهد التي خلقت الرعب في وسط الجيران والمارة، والذين أصابهم الهلع وفروا من مسرح الجريمة خوفا من أن يُصوب الجاني بندقيته نحوهم، ما جعلهم يعودون إلى جحورهم حتى انقطع صوت الأعيرة النارية الصادرة من بندقية جارهم الفلاح، والذي أنهى ذخيرته من الخراطيش تفوق 30 رصاصة أطلقها في الهواء، قبل أن يختفي نحو وجهة مجهولة، تاركا وراءه طفليه بداخل غرفة أغلق بابها قبل أن ينفذ جريمته في حق أمهما وابن أخيه، تاركا إياهما يصارعان الموت وهما مدرجان في دمائهما. وبخصوص أسباب هذه الجريمة المروعة، والتي هزت القرية الجبلية الهادئة بقلب الأطلس المتوسط بضواحي مدينة إفران، أظهرت المعطيات الأولية التي حصلت عليها الجريدة من مصدر قريب من الموضوع، أن الفلاح الأربعيني كانت له خلافات كبيرة مع زوجته الشابة والتي لم تتجاوز بعد 30 سنة، بعدما راودته شكوك متواصلة تحولت بداخله إلى بركان حارق، مصدرها ابن أخيه وهو طالب جامعي يصغر زوجته بست سنوات، شك فيه عمه على أنه عاشق زوجته الشابة، بحكم تردد الطالب بشكل يومي على منزل عمه بحجة تقديم دروس للدعم والتقوية لأحد طفليه، ولعل ما زاد من شكوك الفلاح، تضيف مصادر الجريدة، رفض زوجته تسليمه هاتفها الذكي بعدما اتهمها بتبادلها مكالمات ورسائل عبر “الشات” مع ابن أخيه. الخلاف بين الزوجين بلغ مداه وحدته، رغم محاولات الزوجة تبرئة نفسها، ودفع شكوك زوجها والتي كان مصدرها غيرته الزائدة، ما جعلها، يقول مصدر قريب من العائلة، تشتكي زوجها لعائلتها وعائلة شقيقه، أب الطالب الجامعي الذي يتهمه عمه بتحوله إلى عاشق زوجته، غير أن ما يدور برأس الفلاح حول خيانة زوجته له مع ابن أخيه ظل يطبخ تحت نار هادئة، رغم تدخلات العائلة لطرد أوهامه كما وصفوها، قبل أن يُقرر الزوج الجاني إنهاء حياة زوجته وابن أخيه رميا برصاص بندقيته التي يستعملها في الصيد. آخر الأخبار الآتية من إفران بخصوص هذا الحادث المروع، والذي هز ضواحي المدينة في رمضان وبموازاة حالة الطوارئ الصحية، تفيد أن زوجة الفلاح الشابة، فارقت الحياة ليلة الخميس – الجمعة بعد خضوعها لتدخل طبي لم يكلل بالنجاح في المستشفى الإقليمي 20 غشت بمدينة أزرو، متأثرة بأعيرة نارية اخترقت جسمها، فيما يزال الطالب الجامعي يصارع الموت بالعناية الطبية المركزة لنفس المستشفى، حيث يوجد هو الآخر في حالة جد حرجة بحسب مصدر طبي. هذا وشهدت غابات جماعة بن صميم بضواحي إفران، إنزالا أمنيا لعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، استعملت فيه الكلاب المدربة بحثا عن الفلاح الفار بعد تنفيذه لجريمته المروعة، حيث نجح وهو صائم في اختراق مسالك جبلية وعرة، في محاولة منه الفرار بجلده من قبضة الأمن، قبل أن يغير خطته ويلجأ إلى تقديم نفسه لعناصر الدرك بمدينة أزرو، والذين سلموه بدورهم لدرك مدينة إفران بحكم اختصاصهم المجالي في هذه الجريمة التي وقعت بنفوذهم الترابي، حيث يعول المحققون على ما سيقدمه الفلاح الجاني من معلومات لفك لغز جريمته المروعة ضد زوجته وابن أخيه، فيما يتابع عناصر الدرك الحالة الصحية للطالب الجامعي، والذي سيساعدهم في حال خروجه من حالته الصحية الحرجة، في الوصول إلى حقيقة ما وقع، وتقديم أجوبة عن أسئلة كثيرة محيرة تلف هذا الحادث، خصوصا أن معطياته، حسب ما كشف عنه مصدر مطلع، تنفي ضبط الزوجة الهالكة وعاشقها المفترض في حالة تلبس بداخل بيت الفلاح أو مكان آخر خارجه، فيما يواجه الفلاح تهمة استدراج زوجته وابن أخيه إلى فضاء خال بضيعته قبل رميهما برصاص بندقية صيد بتهمة نسجهما علاقة عشق عجلت بتصفيتهما، وهي القصة التي يحاول المحققون التأكد من وجودها، بعدما شكلت الفرضية التي يسعى عناصر الدرك إلى كشف خيوطها ضمن رواية الفلاح المعتقل، في انتظار نتائج أبحاثهم التي قد تظهر دوافع أخرى قد تكون وراء هذه الجريمة التي هزت ضواحي مدينة إفران، تُورد مصادر “اليوم 24”.