يستمر عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في تنفيذ تغييرات واسعة على المناصب المرتبطة بحزبه داخل البرلمان. هذه المرة، قرر أن يقيل كل من مدير فريق حزبه في مجلس المستشارين، حسن التايقي، ومدير فريق الحزب في مجلس النواب، سعيد العرصاوي. وهذه ثاني خطوة يقوم بها وهبي، بعدما قرر إنهاء عقود كافة الخبراء الخمسة الملحقين بفريق الحزب بمجلس النواب، وهم كل من أحمد التوهامي، وسمير بلفقيه، وخالد أدنون، ومصطفى المريزق ومحمد بدير، وهؤلاء كانوا جميعا موالين لبنشماش في وقت من الصراع الذي دار طيلة عام داخل الحزب. التايقي، مدير فريق “البام” بمجلس المستشارين، كان واحدا من أبرز الأشخاص الذين دعموا حكيم بنشماش ضد تيار “المستقبل” الذي كان وهبي من شخصياته البارزة. وكان واضحا أن مستقبله في منصبه غير مضمون بعد تولي وهبي لمنصب أمين عام للحزب. كذلك الأمر نفسه بالنسبة لسعيد العرصاوي، الذي كان ذراعا لرئيس الفريق المقال، محمد أبو درار، وكان متوقعا تنحيته من منصبه أيضا بعد تمرد رئيسه، أبو درار، على أمينه العام، قبل أن ينتهي به الأمر مقالا من رئاسة الفريق. العرصاوي قضى ثماني سنوات في منصبه، منذ أن وضعه في منصبه ذلك إلياس العماري. وكان ينظر إليه كرجل مخلص لإلياس وعينه على كواليس فريق الحزب في مجلس النواب. الأمين العام طلب من رئيسا الفريقين، رشيد العبدي بمجلس النواب، وكريم الهمس بمجلس المستشارين، ترتيب مسطرة الإقالة، وتقديم مقترحات لأسماء تعوض المقالين. ومن المتوقع أن يعود منصب مدير فريق الحزب بمجلس النواب إلى سامر أبو القاسم. لكن يبدو أن إقالة التايقي على الخصوص، ستشهد بعض المشاكل. بنشماش بصفته رئيسا لمجلس المستشارين يملك صلاحية البت النهائي في مصير المناصب الإدارية بمجلسه، سواء تعيينا أو إعفاء، بعدما يرفع إليه رؤساء الفرق المعنية مقترحات بشأن ذلك. وقد أبلغ الهمس بنشماش بطلب إعفاء التايقي من منصبه، لكن كما تقول مصادر قريبة منه، لم يول بنشماش اهتماما لهذا الطلب. وكان بنشماش دوما مدافعا عن التايقي، فقد سبق أن قام عزيز بنعزوز بإعفاء التايقي من منصبه، عندما كان رئيسا للفريق بمجلس المستشارين، وقدم طلبا بذلك إلى بنشماش، لكنه رفض إعفاءه. ومع ذلك، استبدله بنعزوز بشخص آخر هو محمد المخشاني، لكن ظل المدير الجديد عمليا دون صفة ودون راتب لحوالي عام ونصف، فيما كان التايقي مستمرا في تلقيه راتب وظيفته كمدير للفريق رغم عدم قيامه بها. وبعدما تولى بنشماش منصب أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، فرض عودة التايقي إلى مكتبه رغم أنف بنعزوز. ويقول مصدر في الحزب إن بنشماش قد يعرقل تنحية التايقي هذه المرة كذلك. وبينما يرى أنصار بنشماش سابقا، في حملة الإقالات هذه تصفية لخصوم تيار المستقبل داخل مؤسسات الحزب، إلا أن مصدرا بالمكتب السياسي بالصفة قال ل”اليوم 24″، إن “هذه المناصب جميعا منحت لهؤلاء الأشخاص في سياق ترضيات داخلية قام بها الأمين العام السابق، ولم تكن مبنية على أي من شروط الكفاءة”. وأوضح المصدر، أن هؤلاء الأشخاص “ينقصهم الحياد الضروري للاستمرار في قيامهم بأعمالهم بشكل مناسب وفعال، وكان يتعين إقالتهم جميعا للحفاظ على استمرارية عمل المؤسسات المرتبطة بالحزب بشكل سلس”.