تزال الحالة الوبائية بمدينة فاس تعد بأيام عصيبة وصعبة على المسؤولين العسكريين، حيث يواصل فيروس “كوفيد-19” انتشاره وسط جنود ثكنة القاعدة العسكرية ممن خالطوا زميلهم الذي توفي الثلاثاء الماضي بسبب إصابته بكورونا، حيث ارتفع عدد المصابين حتى صباح أول أمس، إلى 16 حالة مؤكدة، أي بزيادة 11 حالة جديدة وسط الجنود، من بينها حالتان لعنصرين من قوات الشرطة، التي تشارك مع الجنود ضمن التشكيلة الآلية الأمنية “حذر”، بحسب ما أوردته المصادر الخاصة ل”اليوم 24”. واستنادا إلى المصادر عينها، فإن ظهور نتائج التحليلات المخبرية-الفيروسية، والتي أجريت على الدفعة الثانية لمخالطي الجندي المتوفى بسبب إصابته بكورونا، عجلت مساء أول أمس السبت، فور توصل المصالح العسكرية بها، بإعلان حالة استنفار قصوى بالقاعدة العسكرية لظهر المهراز بفاس، حيث حلت بها سيارات إسعاف آتية من المستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس، ونقلت 9 جنود من رتب مختلفة، تابعين للمجموعة التي تشارك في الآلية الأمنية “حذر”، والمحدثة قبل حوالي ست سنوات، بمدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس وطنجة وأكادير، في إطار برنامج أمني مغربي لمكافحة “الإرهاب”. وأكدت التحليلات المخبرية إصابة الجنود التسعة بفيروس “كوفيد-19″، وهو ما تطلب وضعهم، استنادا إلى المعلومات التي حصل عليها “اليوم 24″، تحت تدابير الحجر الصحي بالمستشفى العسكري بمكناس، والذي يخضع فيه منذ منتصف الأسبوع الماضي، أربعة من زملائهم للعلاج، عقب ظهور أعراض المرض عليهم، بحكم مخالطتهم المباشرة للجندي المتوفى بالفيروس. ظهور 9 حالات جديدة، والتي رفعت عدد المصابين من الجنود بالقاعدة العسكرية لظهر المهراز بفاس، إلى 14 مصابا وحالة وفاة واحدة، دفع إلى رفع حالة التأهب وسط لجنة اليقظة العسكرية، والتي تشكلت عقب اكتشاف المسؤولين العسكرين لوفاة جندي فاس بسبب الفيروس القاتل. ويواصل الفريق الطبي العسكري التدخل السريع، القادم من المستشفى العسكري بمكناس، تقول مصادر الجريدة، أبحاثه وسط سرية الجنود بثكنة ظهر المهراز بفاس، والعاملين ضمن تشكيلة الآلية الأمنية “حذر”، يزيد عددهم عن 400 جندي، خصوصا بعدما اكتشف الفريق الطبي العسكري، ضمن لائحة المصابين الجدد بالفيروس، وجود جندي يعمل بالمقصف الخاص بالثكنة، وزميله المكلف بالبذل العسكرية بالقاعدة، وهو ما فجر قلقا كبيرا وسط الجنود ومسؤوليهم، بسبب مخاوفهم من ارتفاع عدد المصابين. وبادرت لجنة اليقظة، تردف مصادر الجريدة، إلى توسيع أبحاثها وسط جنود القاعدة بمختلف رتبهم وفئاتهم، والذين يتعاملون بشكل يومي مع زميليهم العاملين بالمقصف ومصلحة البذل العسكرية. آخر الأخبار الآتية من القاعدة العسكرية لظهر المهراز بفاس، تفيد أن جنود هذه القاعدة يعيشون أجواء من الرعب والهلع، وهم يترقبون ما ستسفر عنه أبحاث الفريق الطبي للتدخل السريع التابع للمصالح الصحية العسكرية، لحصر المخالطين ضمن خمس دفعات، أخذت لهم عينات من مسالكهم التنفسية، لتحديد لائحة المصابين منهم بالفيروس، والتي أعطت نتائجها المؤقتة حتى الآن إصابة 14 جنديا منهم. وواجه مسؤولو القاعدة العسكرية صعوبات في التعاطي مع موجة الغضب التي تفجرت وسط جنودهم، بعدما عبروا عن غضبهم حيال وفاة زميلهم المتحدر من مدينة أوطاط الحاج، نتيجة ما اعتبروه، يقول مصدر قريب من الموضوع، إهمالا صحيا له، حيث قضى أزيد من أسبوعين طريح الفراش بمقر إقامته الجماعية مع جنود آخرين بداخل ثكنة القاعدة العسكرية لظهر المهراز، ظنا منه ومن زملائه أن الأمر يتعلق ب”ضربة شمس” نتجت عنها حالة حمى عابرة، مع شعور بالتعب بسبب المجهود البدني المرتبط بطبيعة عمل الجندي ضمن الآلية الأمنية “حذر”، والتي يجوب عناصرها مشيا على الأقدام شوارع وأحياء مدينة فاس، قبل أن يصاب بتدهور مفاجئ في صحته يوم الثلاثاء الماضي، عجلت بنقله إلى مصحة القاعدة العسكرية بفاس، ومنها نحو المستشفى العسكري بمكناس. الجندي الأربعيني الأعزب، أسلم الروح لبارئها قبل وصوله المستشفى، فيما أظهرت التحليلات المخبرية-الفيروسية، والتي أجريت على عينات من جثة الجندي، أنه كان قيد حياته مصابا بمرض مزمن، حيث عقد مرض “كوفيد-19” من حالته الصحية، إثر تعرضه لمضاعفات خطيرة بجهازه التنفسي، تسبب له فيها فيروس “كوفيد-19 “. نفس أجواء الرعب والخوف تدب وسط عناصر الشرطة وعائلاتهم، والذين يشاركون مع الجنود ضمن التشكيلة الأمنية “حذر”، حيث باشرت السلطات الصحية بتنسيق مع المسؤولين الجهويين للأمن الوطني بفاس، حملة واسعة وسط عناصر الشرطة المعنيين، والذين خضعوا لفحوصات طبية، وأجريت لهم تحليلات مخبرية-فيروسية على عينات من مسالكهم التنفسية، بحكم مخالطتهم للجنود والذين سجلت وسطهم 13 إصابة بالفيروس، ناجمة عن مخالطتهم لزميلهم المتوفى بكورونا. وأسفرت نتائج التحليلات المخبرية لعناصر الشرطة الذين يتناوبون على العمل بالآلية الأمنية “حذر”، عن إصابة شرطيين، جرى وضعهما عقب ظهور نتائج عيناتهما مساء أول أمس السبت، بوحدة الحجر الصحي التابعة للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، في انتظار إخضاع أفراد عائلتيهما ومخالطيهما أيضا بوسطهما المهني، لتدابير صحية وفحوصات طبية للتأكد من حالتهم الصحية وعدم تعرضهم للعدوى. هذا وأفادت مصادر “اليوم 24″، أن المسؤولين العسكريين ونظرائهم الأمنيين، قرروا بالتنسيق مع وزارة الداخلية، تعليق الآلية الأمنية “حذر” بشكل مؤقت، بمختلف شوارع وأحياء وفضاءات مدينة فاس، كإجراء احترازي أعقب اكتشاف إصابة 14 جنديا وشرطيين بفيروس كورونا، حيث فرض المسؤولون العسكريون والأمنيون على الجنود وعناصر الشرطة، العاملين ضمن تشكيلة “حذر”، تدابير الحجر الصحي المراقب، لتفادي انتشار العدوى وسطهم وبين أفراد عائلاتهم، تُورد مصادر “أخبار اليوم”.