كشفت صحيفة الواشنطن بوست عن تحليل مثير للجدل للبيانات المتعلقة بأعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في عموم الولاياتالأمريكية، الذي أظهر أن الوباء يقتل المواطنين السود بمعدل مرتفع، وبشكل غير متناسب مع باقي الأعراق. وفي تقريرها المعنون ب”كورونا فيروس يصيب ويقتل الأمريكيين السود بمعدل مرتفع ومثير للقلق”، قالت الصحيفة إن تحليل البيانات، التي تم تجميعها من مختلف أنحاء البلاد، أظهر أن السود هم الأكثر تأثرا بالوباء بمعدلات إصابة تصل إلى 3.5 أضعاف أكثر من البيض، ومعدلات وفاة تصل إلى 6 أضعاف ما لدى البيض. الصحيفة نفسها عرضت أرقاما تفصيلية، أظهرت نسبة الأمريكيين السود في كل ولاية، مقابل نسبة الوفايات بينهم، بسبب كورونا بنفس الولاية، لتبين التفاوتات الصارخة في تضرر الأمريكيين من الوباء حسب أعراقهم. وفي مثال بارز على نتائج الدراسة، قالت الصحيفة ذاتها إن مقاطعة ميلوكي، التي تضم أكبر مدن ولاية ويسكنسن الأمريكية، سجلت أن 70 في المائة من ضحايا الوباء المتوفين فيها هم من أصول إفريقية، في حين أن السود لا يمثلون إلا 26 في المائة فقط من سكانها. والنتيجة ذاتها، تم التوصل إليها في عموم ولاية لويزيانا، حيث لا تتعدى نسبة السود 32 في المائة، وأظهرت بياناتها أن 70 في المائة من الضحايا هم من ذوي البشرة السمراء، والأمر ذاته تكرر في عدد كبير من الولايات الأخرى، باستثناء نيوجرسي، ونيويورك. وفي مدينة شيكاغو، عاصمة ولاية إلينوي، التي توفي فيها السكان السود بمعدل يصل إلى 6 أضعاف ما توفي بين البيض، حيث إنه من بين 118 حالة تم الإبلاغ عنها في المدينة كان 70 في المائة منها من أصول إفريقية. وتظهر نتائج التحليل، الذي عرضته الصحيفة، أن معدل الوفايات بين كل 100 ألف شخص من السود، يمثل 6 أضعافه لدى المواطنين البيض، كما أن عدد حالات الإصابة في كل 100 ألف من السود تصل 137 شخصا، في حين لا تتجاوز 39.8 بالنسبة إلى السكان البيض. وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعترف، لأول مرة، أمس الثلاثاء، بخطورة هذا التفاوت العنصري في أرقام عدد المصابين، والقتلى بكورونا، وتأثر السود بشكل أكبر، مؤكدا أن إدارته تبدل قصارى جهدها لموجهة هذا التحدي الهائل، والرهيب. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أعلنت عن وفاة 2000 شخص بفيروس كورونا بالولاياتالمتحدة، خلال ال 24 ساعة الماضية، وفق ما أحصته جامعة جونز هوبكينز الأمريكية. وتعد تلك أكبر حصيلة يومية لعدد الوفيات مسجلة حتى الآن في العالم. وتعد الولاياتالمتحدة أكثر الدول تضررا بعدد الإصابات في العالم، حيث وصلت الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 400 ألف إصابة، كما قفز عدد الوفيات إلى 12837 حالة وفاة.