في ظل حالة الطوارئ الصحية، التي فرضها فيروس كورونا على المغرب، وتزامنا مع التدابير الاحترازية، التي تتخذها الدولة من أجل عدم تفشي الوباء، تعالت مطالب حقوقية بحماية أشخاص من دون مأوى، لاسيما أنهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس. ودعت الهيأة المغربية للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، الجهات المعنية، إلى ضرورة التسريع لتفعيل عملية نقل، واحتضان فئة الأشخاص من دون مأوى بما يضمن السلامة العامة. وقالت حسناء حجيب، منسقة جهة الدارالبيضاء-سطات في الهيأة المغربية للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، في تصريح ل”اليوم 24″، إن “الهيأة رصدت اكتظاظا خطيرا للمشردين في نقط دون غيرها في الدارالبيضاء، وعلى رأسها المحطة الطرقية لأولاد زيان التابعة لعمالة الفداء مرس السلطان”. وأشارت المتحدثة إلى “تواجد عشرات من المشردين من المغاربة، والأفارقة يتجمعون، ويقتربون من بعضهم بعض، بشكل مخيف، بسبب البرد، وقلة الأكل”، مبرزة أنهم “يتزاحمون فيما بينهم، مما يجعل إمكانية تنقل فيروس كورونا تتجاوز وضع الممكن إلى المقلق”. وقالت إنها “رصدت أيضا اتساخ هذه الشريحة من المجتمع، وملابسها بشكل لم يسبق له مثيل”، بحسب تعبيرها، “بسبب إقفال الحمامات، التي كانوا يدخلونها للاستحمام كلما سمح لهم بذلك، ما أدى إلى ظهور طفح جلدي على بعضهم”. وأكدت حسناء حجيب، منسقة جهة الدارالبيضاء-سطات في الهيأة المغربية للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، أن “الأشخاص في وضعية تشرد في الدارالبيضاء يعانون الجوع، بسبب إقفال المطاعم، والمقاهي، وتوقف العديد من أسر المنطقة عن التواصل معهم، ومدهم بالأكل، والملابس، خوفا من أن يكونوا حاملين للفيروس”. وشددت المتحدثة ذاتها، على أن “الوضع ملح لتدخل الدولة، وتفعيل حل استعجالي لنقل هؤلاء المشردين، وتوزيعهم على القاعات الرياضية المغطاة، والمراكز الثقافية، وخلافه”، ودعت المتحدثة “الدولة إلى القيام بذلك على وجه السرعة القصوى، مع ما يصاحب ذلك من متابعة صحية، وتعقيم، وتوفير المأكل، والملابس، والأغطية، ومرافقين وخلافه، مما تحتاجه هذه الفئة لضمان عدم إصابتها بهذا الفيروس أو نقله إلى باقي المواطنين”. وتجدر الإشارة إلى أن جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، كشفت، أول أمس الأحد، أن أزيد من 59 شخصا ممن هم في وضعية الشارع التحقوا بأسرهم، بكل من مدن الدارالبيضاء، والرباط، والفقيه بن صالح. وأوضحت المصلي، خلال مشاركتها في برنامج على أثير إحدى الإذاعات الوطنية، "أنه تم إطلاق مبادرات بمجموعة من المدن المغربية لتوفير فضاءات، ومراكز لإيواء الأشخاص في وضعية الشارع، منها وجدة، وانزكان، وأكادير، وطنجة، والدارالبيضاء، والرباط، والقنيطرة، وذلك في إطار المساعدة الاجتماعية، التي تقوم بها مؤسسة التعاون الوطني بتنسيق مع السلطات المحلية، والجماعات الترابية، وجمعيات المجتمع المدني المتخصصة". وأشارت المصلي إلى أن "هذا الإجراء يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية ذات الصبغة الاستعجالية المتخذة لمواجهة الوضع الاستثنائي، الذي تعيشه المملكة". يذكر أن الأشخاص في وضعية التشرد أكثر عرضة للوباء، لأنهم الأكثر تنقلا، وابتعادا عن الوقاية، التي تطالب بها وزارة الصحة من أجل عدم انتشار فيروس كورونا.