بعد متابعة محمد السكاكي، الملقب ب“مول الكاسكيطة“، بإهانة الملك ومعاقبته ب4 سنوات حبسا، حيث شارفت محاكمته الاستئنافية بالحكم في حقه الثلاثاء المقبل، تواصلت بالمحكمة الابتدائية بسطات محاكمة مدوّن آخر بتهمة “إهانة رموز المملكة والإساءة إلى ثوابتها“، ويتعلق الأمر برشيد الطاهري، الملقب ب“بصيرو“، الذي جرى اعتقال بعد شكاية من إحدى الجمعيات. وحسب دفاع “بصيرو“، فإن المحكمة الابتدائية في مدينة سطات، وبعد اعتقاله في نهاية يناير المنصرم، قررت متابعته في حالة اعتقال، حيث رفضت تمتيعه بالسراح المؤقت بناء على طلب محامييه، أثناء تقديمه وجرى تحديد تاريخ 6 فبراير موعدا لجلسة محاكمته، ثم جرى، أيضا، تأجيلها لجلسة 11 فبراير من أجل إعداد الدفاع، قبل أن تتم مناقشة الملف، حيث شارف على الانتهاء وإدخاله لمرحلة التأمل قصد النطق بالحكم. وأفادت عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المحامية سعاد البراهمة، التي تقوم بالنيابة، أيضا، عن محمد السكاكي “مول الكاسكيطة، أن تحريك المتابعة في حق “بصيرو” جا ءمن طرف النيابة العامة بزعم توجيه عدة شكايات تقدمت بها ضده عدد من الجمعيات، التي اتهمته بممارسة السب والقذف في حق المؤسسات والأشخاص، وتحقير العلم الوطني. وأوضحت المحامية البراهمة في اتصال مع “أخبار اليوم“، أن حالة “بصيرو” تشبه كثيرا وضع “مول الكاسكيطة“، حيث يتابع بدوره بتهمة “إهانة رموز المملكة والإساءة إلى ثوابتها“، حيث يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى ثلاث سنوات. وأشارت المتحدثة، إلى أن الفصل 267 من القانون الجنائي ينص على أنه يعاقب “كل من أهان العَلَم المغربي أو رموز المملكة بإحدىالوسائل المنصوص عليها في الفصل 263 (الأقوال، الإشارات، الكتابة، الرسوم)، أو أي وسائل أخرى بعقوبة حبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، مع غرامة عشرة آلاف إلى مائة ألف درهم، وترتفع العقوبة من سنة إلى خمس سنوات إذا كانت الإهانة خلال اجتماع أو تجمع، مع عقوبات تبعية أخرى“. واعتبرت الناشطة الحقوقية أن متابعة المدون “بصيرو” يجب أن تكون وفق قانون الصحافة والنشر، على اعتبار أن ما قاله يدخل في إطار حرية التعبير، وأنه لم يرتكب جنحة تستحقأن يجري اعتقاله ومحاكمته كأنه مجرم، في حين أنه تحدث عن وضع المجتمع المغربي وانتقد المسؤولين. وكانت الشرطة قد اعتقلت رشيد الطاهري أثناء وجوده في أحد مقاهي المدينة، قبل اقتياده إلى منزله وتفتيشه بحثا عن أجهزة تسجيل، غير أنها لم تعثر على شيء بحسب تصريحات أدلت بها زوجته للصحافة آنذاك. واشتهر بصيرو، البالغ من العمر 39 سنة، في مدينة سطات منذ سنوات بتصويره لفيديوهات بثها على صفحته على الفيسبوك واليوتوب ينتقد فيها أوجه الاختلال والفساد الذي تعرفه عدد من القطاعات في المدينة، وتحديدا قطاعي الصحة والتعليم، غير أن أشرطته الأخيرة كانت تميزت بانتقادات بجرعة زائدة، ما دفع بعض جمعيات المجتمع المدني لوضع شكاية ضده، على غرار قضية “مول الكاسكيطة” ليجري اعتقاله وتقديمه للمحاكمة في حالة اعتقال.