أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة طانطان، اليوم الخميس، حكمها على شاب كان قد دعا إلى تنظيم وقفة احتجاجية تندد ب "نهب ثروات المنطقة من طرف مستثمرين خليجيين". وقررت المحكمة إدانة الناشط رشيد سيدي بابا، بستة أشهر سجنا نافذا، بعدما أمر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطاطا، بمتابعته في حالة اعتقال بتهمة "تعنيف رجل سلطة وإهانة القوات العمومية". واعتقلت الشرطة القضائية الثلاثاء الماضي، سيدي بابا، حيث وثقت في مقطع فيديو لحظة توقيفه، وهو يدعو إلى وقفة احتجاجية على ما يعتبره "نهبا لثروات المنطقة من طرف مستثمرين خليجيين". وسجلت لقطات الفيديو الذي صور بالقرب مما يسمى ب "قصر الإماراتيين" بجماعة سيدي عبد الله بن مبارك، على بعد 60 كيلومترا جنوب طاطا وبالقرب من واحة "أقا"، لحظة تدخل عناصر من الدرك الملكي وقيامهم بتوقيف الناشط الحقوقي عندما كان يقوم بالبث المباشر لدعوته إلى التظاهر. يشار إلى أن "قصر الإماراتيين" هو مجمع سكني قرب واحة "أقا" بالقرب من مجرى وادي درعة، ويضم قصرا أميريا لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وعدة بنايات قريبة من المطار. ويعتبر هذا المجمع بمثابة بوابة تؤدي إلى محمية كبيرة ممتدة على آلاف الهكتارات المسيجة، ويمنع على الأهالي الدخول إليها أو رعي ماشيتهم فيها، وهي مخصصة لرياضة قنص طائر الحبارى، التي يمارسها الإماراتيون عند تواجدهم بالمنطقة. يذكر أن الإماراتيين يملكون أيضا محمية كبيرة في منطقة ميسور شرق المغرب، تمتد على 40 ألف كيلومتر مربع، تستعمل لتربية طائر الحبارى الذي يرتبط برياضة الصيد بالصقور التي يمارسها أمراء وأثرياء الخليج العربي. وحظيت قضية الناشط سيدي بابا بتعاطف كبير من قبل النشطاء والحقوقيين، حيث اعتبرها الكثيرون واحدة من بين المحاكمات على خلفية التعبير عن الرأي، ولتزامنها مع متابعة عدد من النشطاء منهم “بوذا غسان” في خنيفرة والصحافي عمر الراضي في الدارالبيضاء.