بعد أيام من إعلان سلطات جزر الكناري، عن فاجعة جديدة من فواجع الهجرة غير الشرعية، تتمثل في تحطم قارب على مقربة من جزيرة لانزاروتي الإسبانية، كان يقل 15 شابا مغربيا وصل منهم أربعة فقط لليابسة، كشفت السلطات الإسبانية عن هوية عدد من المفقودين ممن عثر على جثثهم، وأعلنت السلطات المغربية عن الإجراءات التي ستتخذها. وفي ذات السياق، نقلت وسائل إعلام إسبانية اليوم الأربعاء، أن تحقيقات الحرس المدني الإسباني، قادته لتحديد هوية أربعة من الشباب المغاربة، ممكن كانوا قد فقدوا في السادس من شهر نونبر الجاري على مشارف جزيرة لانزاروتي. وأوضحت ذات المصادر أن التشريح الطبي، أظهر أن الضحايا الأربعة تتراوح أعمارهم ما بين 23 و37 سنة، فيما قال القنصل المغربي في جزر الكناري أحمد موسى، في تصريح لذات المنبر الإسباني، إن الضحايا المغاربة الأربع، ظهر أنهم ينحدرون من ضواحي مدينة الناظور. وعن نقل جثامين الضحايا المغاربة الذين تم تحديد هويتهم، قال القنصل المغربي إن هذا الإجراء لن يتم إلا بعد تحصيل موافقة عائلات الضحايا، علما أن القنصلية المغربية في جزر الكناري سبق لها أن رحلت عددا من الضحايا المغاربة للدفن في أرض الوطن. وكانت وسائل إعلام إسبانية قد نقلت بداية شهر نونبر الجاري قصة 15 شابا مغربيا انطلقوا من سواحل مدينة أكادير، لخوض رحلة الإبحار ل300 كيلومتر على متن قارب، من أجل الوصول إلى جزر الكناري. وأوضحت المصادر ذاتها أن مغامرة الشباب المذكورين وصلت إلى نهايتها، بعد تحطم قاربهم، بسبب صخور، بعد خمسة أيام من الإبحار، إذ لم يتمكن بعدها سوى أربعة منهم من الوصول إلى اليابسة، من بينهم قاصر، فيما عثر على خمس جثث، بينما لا يزال الآخرون في عداد المفقودين. وبعد وصول الناجين الأربعة إلى اليابسة، أطلقت السلطات حملة واسعة للبحث عن جثث غرقى، وإنقاذ المفقودين، إلا أن سوء الأحوال الجوية حال دون التوصل إلى جميع ركاب قارب الموت. ومن بين ما نقلته وسائل الإعلام الإسبانية أن 15 شابا، الذين خاضوا هذه المغامرة الخطرة في مياه المحيط الأطلسي، لا يتقنون السباحة، ما جعل عددا منهم تتقاذفه الأمواج، بعد تدمر القارب. يذكر أن الهجرة غير الشرعية من السواحل الشمالية تراجعت، بعد تشديد المغرب مراقبته عليها، كما أكدت تقارير حقوقية أن الهجرة انتعشت من الجنوب نحو جزر الكناري. فاجعة لانزاروتي الأخيرة ليست الأولى، إذ غرق عشرات المغاربة في طريقهم إليها، خلال السنوات الأخيرة، وكانت أكبر الفواجع، في شهر فبراير من العام الماضي، حيث قتل سبعة شباب مغاربة في طريقهم إلى هذه الجزيرة، مات اثنين منهم غرقا، وخمسة بردا، بعدما حاصرت المياه زورقهم.