اعتقلت الشرطة الفرنسية، اليوم السبت، 129 متظاهرين في باريس خلال احتجاجات نظمت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لبدء مظاهرات “السترات الصفراء” المعارضة للحكومة في البلاد. وأفادت وكالة “رويترز” بأن اشتباكات اندلعت بين الشرطة والمحتجين قرب محطة مترو بورت دو شامبيريه، فيما يستعد المتظاهرون للتوجه نحو محطة قطارات أوسترليتز جنوبي العاصمة. ونزل متظاهرون من “السترات الصفراء” إلى الشوارع مجدداً على أمل استعادة زخم حراكهم الاجتماعي غير المسبوق بعد عام من انطلاقه، لكن التحركات شهدت توتراً واضحاً في باريس. ومنعت السلطات الاحتجاجات بالقرب من المزارات السياحية مثل برج إيفل وأغلقت العديد من محطات المترو. وشهدت الاحتجاجات إحراقاً لحاويات نفايات ورمي حجارة على الشرطة، التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وفي جنوب العاصمة، تحولت ساحة إيطاليا إلى ميدان مواجهات متقطعة وأغرقت تحت الغاز المسيل للدموع، وفق ما شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس. وتدخلت الشرطة أكثر من مرة منذ ظهر السبت لتفريق مجموعات صغيرة من المحتجين منهم من ارتدى أقنعة. “ونظراً لأعمال العنف والتجاوزات”، منعت الشرطة تظاهرة للسترات الصفراء كانت مقررة في ساحة إيطاليا. وقال مدير شرطة باريس إن من كانوا في الساحة “ليسوا أفراداً يدافعون عن قضية بل أشخاص يعمدون الى التخريب” والقيام “باعتداءات ممنهجة ضد قوات الأمن وعناصر الإطفاء”. وعاد الهدوء بعد الظهر إلى ساحة إيطاليا التي أخلتها الشرطة. وعند الساعة السابعة، أعلنت الشرطة توقيف 129 شخصاً في باريس. وبحسب النيابة العامة في باريس وضع 78 شخصاً رهن الحجز الاحتياطي. ومع بداية المساء، نزلت مجموعات صغيرة من المتظاهرين إلى محيط الوسط التجاري في باريس الذي يقصده العديد من الناس في مثل هذا الوقت. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وقامت بتوقيف عدد من الأشخاص. وبقيت جادة الشانزيليزيه التي أغلقت مداخلها ومنع التظاهر فيها بمنأى من العنف. وانطلق ما يعرف باسم احتجاجات “السترات الصفراء” في منتصف نونبر 2018 بسبب زيادات في أسعار الوقود وارتفاع تكلفة المعيشة لكنها تحولت إلى حراك أوسع ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسعاه لتنفيذ إصلاحات اقتصادية. وفقدت الاحتجاجات زخمها في الشهور القليلة الماضية وتراجع عدد المشاركين فيها من عشرات الآلاف إلى بضعة آلاف لكن قادتها دعوا إلى الحشد من جديد اليوم السبت لإحياء الذكرى الأولى للحراك. وفي ذروة الاحتجاجات أواخر العام الماضي، وصل عدد المشاركين فيها إلى 300 ألف شخص. وبعدما قدمت الحكومة تنازلات مثل صرف مكافآت ورفع الضرائب عن ساعات العمل الإضافية ونظمت حواراً وطنياً واسعاً، تراجع زخم حراك “السترات الصفراء” تدريجياً حتى الربيع ولم يعد يجمع سوى بضعة آلاف. لكن لا يزال لدى المتظاهرين العديد من المطالب، مثل خفض الضريبة على المواد الأولية الضرورية، فرض ضريبة على رأس المال، وإجراء “استفتاء مبادرة شعبية”.