بشكل مفاجئ، وبعد يوم من تسليمه لرئاسة البرلمان لزعيمه في الحزب راشد الغنوشي، أعلن عبد الفتاح مورو، مرشح حركة النهضة لرئاسيات تونس، اعتزال السياسة. وقال مورو، في تصريح لموقع “العربي الجديد” اليوم الخميس، إنه سيعود لمهنة المحاماة وسيغير توجهاته نحو العمل المجتمعي أو الاجتماعي، مضيفا أنه شعر أمس الأربعاء “بالمسؤولية، وفي الوقت نفسه بالسعادة”، لأنه أكمل عهدته في مجلس نواب الشعب، مبينا أنه “سلم الامانة لأهلها” في إشارة للغنوشي، وبالتالي “هو سعيد لأنه عاش هذه اللحظة التاريخية ولم يدخر جهدا طيلة الأعوام الخمسة الفارطة في أداء واجبه”. وأوضح مورو أن هذه اللحظة المفصلية في انتقال السلطة “كانت منتظرة”، وقد اختار عدم الترشح مجددا بعد تفكير وبعد أن خطط لمساره الجديد، مشيرا إلى أنه “عمل بجد، وسواء أخطأ أو لم يخطئ في أداء مهامه، فإنه مطمئن لما قام به وسيترك التقييم للآخرين”. واشتهر مورو، وهو من مواليد 1 يونيو 1948، في تونس العاصمة بنشاطه كمحام وسياسي في التيار الإسلامي التونسي، وهو من أبرز القادة التاريخيين لحركة النهضة، قبل أن ينتخب نائبا عن الحركة، ونائبا أول في مجلس نواب الشعب، ثم رئيسا له بالنيابة. واليوم، يعتبر مورو أن تسليم السلطة لمن سيخلفه في البرلمان “مسؤولية وأمانة”، مؤكدا أن التسليم تم بشكل سلس رغم الخلافات السياسية، وهو مظهر من مظاهر التحضر، ووراء شعوره بالفخر، “لأن هذه اللحظة تعتبر تاريخية”.