قال عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، اليوم الأربعاء، خلال الندوة الدولية حول “سياسات وقانون المنافسة تجارب وطنية وشراكة دولية”، في الرباط، إن جدوى، وصلاحية القوانين، والنصوص التنظيمية المتعلقة بالمنافسة قد أصبحت على المحك مع ما يشهده العالم من تسارع، وتنامي التطورات الاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية والبيئية، ما جعل السلطات العمومية، والهيآت التنظيمية، بشكل خاص، أمام تحديات معقدة. وأكد الجواهري أن هذه المؤسسات صارت مطالبة بإعداد، وإرساء سياسات تتماشى مع محيط لا يتوقف عن التغيير بفعل تحولات يصعب توقع آثارها. مضيفا أن هذا الوضع لا يقتصر على فئة معينة من البلدان، بل يشمل الاقتصادات النامية، والصاعدة، والمتقدمة على حد سواء. وأضاف الجواهري أنه في ظل هذه الظروف، أصبح من الضروري تعزيز فرص التعاون الوطني بين مختلف السلطات، وكذا التعاون الإقليمي، والدولي، بغية تبادل الخبرات، وإرساء مقاربات موحدة لمواجهة التحديات المشتركة. واعتبر الجواهري أن الثورة الرقمية، التي يشهدها العالم، استطاعت أن تحدث تحولات تدريجية، وعميقة على عملية الإنتاج، و تنظيم الأسواق، ما جعل مجال التنظيم يواجه تحديات معقدة، وغير مسبوقة، أمام ظهور العمليات المباشرة عبر منصات رقمية على شاكلة خدمة “أوبر”، والمخاطر المتعددة، الناجمة عن جرائم الفضاء الإلكتروني. وأضاف الجواهري أنه قد أصبح لازما لتنظيم الصناعات والخدمات الناشئة، اتباع مقاربة تجمع بين المرونة الضرورية لظهورها، وازدهارها، والصرامة اللازمة لتجنب أي انزلاق، وتفادي أي آثار سلبية على المستهلكين، والنشاط الاقتصادي واستقراره.