المنتصر الأكبر في الانتخابات الرئاسية التونسية، هو الديمقراطية. لقد كسر الشعب التونسي، عبر صناديق الاقتراع، أفق انتظار وتوقع الكثير من المراقبين الإقليميين والدوليين، منذ الدور الأول، عندما وجه إنذارا إلى السياسيين التونسيين الذين أغفلوا المسألة الاجتماعية والاقتصادية، وانخرطوا في صراعات إيديولوجية لا تعني الشعب، أو تقع في أسفل سلم أولوياته واحتياجاته، واختار اسمين ليس لهما باع طويل في ساحة النضال من أجل الديمقراطية ومواجهة الديكتاتورية. لقد كان اختيار قيس سعيد ونبيل القروي ردا على الإسلاميين واليساريين، وحتى أحزاب «الدولة العميقة»، الذين خاض كل فريق منهم الانتخابات بأكثر من اسم. قد نتفق أو نختلف في تقييمنا وحكمنا على الرئيس التونسي الجديد، لكن عندما نكون متيقنين من أنه سينتقل من قصر قرطاج إلى بيته في حي شعبي بتونس العاصمة، بعد انتهاء فترة ولايته، كما حصل مع المنصف المرزوقي، فإن اختيار قيس سعيد يكون اختيارا للجميع، لكل التونسيين وكل المغاربيين وكل العرب الذين هرموا من أجل هذه اللحظة التاريخية.