التنافس العسكري القديم الجديد بين إسبانيا والمغرب، سواء في المحيط الأطلنتي أو مضيق جبل طارق يعود إلى الواجهة من جديد، مع قرب انطلاق المناورة العسكرية على مستوى سلاح الجوي ” OceanSky 2019″ في مياه جزر الكناري، والتي من المنتظر أن تشارك فيها طائرات حربية إسبانيا وأمريكية وتركية وحلف الشمال الأطلسي. إذ إنه رغم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الممتازة بين الرباط ومدريد في السنوات الأخيرة، إلا أن بعض قيادات الجيش الإسباني ذات التوجه اليميني لازالت متوجسة من سعي الجيش المغربي إلى تطوير وتحديث أسطوله الحربي. وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “الكونفيدونسيال ديجيتال”، القريبة من الاستخبارات العسكرية الإسبانية، أن ضعف سلاح الدفاع الجوي الإسباني في القاعدة العسكرية بجزر الكناري قبالة السواحل الجنوبية المغربية، أصبح مصدر قلق للجيش الإسباني في السنوات الأخيرة. وأضافت الصحيفة أن تعزيز المغرب أسطوله ب24 طائرة من طراز إف-16 في إطار صفقة عسكرية مع أمريكا، أحدث حالة من الاستنفار داخل القيادات العسكرية الإسبانية. وأشارت إلى أن خبراء حربيين قاموا بدارسة عسكرية أظهرت أن القدرات التكنولوجية للطائرات الحربية المغربية F-16 أكثر نجاعة من الطائرات الحربية الإسبانية F-18. وتابع أن الطائرات المغربية مزودة بنظام تكنولوجي أفضل على مستوى الرادارات؛ ذات قدرة كبيرة على الرصد مقارنة مع نظيراتها الإسبانية. كما أن الطائرات التي يتوفر عليها المغرب لديها قدرات كبيرة على مستوى صواريخ جو جو، والمناورة في المواجهة المباشرة. واستطرد المصدر ذاته أنه في الوقت الذي اقتنى في المغرب طائرات وصيانتها، تعاني الطائرات الإسبانية في قاعدة جزر الكناري من غياب التحديث، بل أكثر من ذلك لا تقوم بأي مناورات إلى في حالات محدودة. وتعليقا على التوجس الإسباني من تطوير المغرب لأسطوله العسكري، أوضح عبد لرحمان المكاوي، الخبير المغربي في الشؤون العسكرية، ل” أخبار اليوم” أن جزر الكناري الموجودة في المحيط الأطلنتي هي “نقطة استراتيجية للأمن القومي الأمريكي وتحظى بدعم وحماية حلف الشمال الأطلسي”، مبرزا أن إسبانيا تعتمد على حلف الشمال الأطلسي في هذه المنطقة الحساسة”. لكن صحيفة “الكونفيدونسيال ديجيتال” تغالط الرأي العام عندما يُقحم المغرب أثناء الحديث عن مناورة “” OceanSky 2019″، لأن ” المغرب لم يقتن F-16 للتفوق العسكري على إسبانيا ولا الجزائر”. وكشف أن الهدف من المناورة التي تجرى قبالة السواحل المغربية الجنوبية الهدف منها هو “التحضير لمحاربة القرصنة البحرية في خليج غينيا من أجل التدرب على السيطرة ورصد الأهداف المعادية”. ويرى المكاوي أنه على غرار الطابع الاستراتيجي والحساس للمنطقة البحرية بين المغرب وجزء الكناري، “تتوفر على كميات مهمة من النفط، إذ تشبه هذه المنطقة إلى حد ما منطقة قبرص ومصر ولبنان وإسرائيل”. كما يعتقد أنه من الضروري “تحديد الحدود المائية بين البلدين من أجل استغلال هذه الثروات فيما يعود بالنفع على الشعبين”. أما التوجس العسكري، فهو نظرية قديمة منذ عهد فرانكو لازالت تؤمن بها بعض القيادات العسكرية الإسبانية”، وفق المكاوي. على صعيد متصل، كشف تقرير تحليلي لصحيفة “آ ب س” أن الجزائر تتفوق على المغرب وإسبانيا وبعض دول المتوسط من حيث سلاح الغواصات، إذ إن “الجزائر وإسرائيل هما الوحيدتان اللتان لديهما القدرة على إطلاق الصواريخ على أهداف أرضية من الغواصات”. وتابع أن الجزائر أصبحت لديها هذه القدرة بعد حصولها على غواصتين روسيتين من طراز 636، وهي نسخة متطورة من الغواصات الروسية “Kilo”. وهي الغواصات التي لا تتوفر عليها حتى فرنسا التي تعتبر قوة عسكرية في المنطقة. وقال المصدر ذاته إن الدول التي تمتلك سلاح الغواصات في المنطقة المتوسطية هي: إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا وإسرائيل ومصر والجزائر. لكنه أكد أن المغرب يرغب في تعزيز أسطوله بسلاح الغواصات، مقابل تفوق الجزائر على مستوى سلاح الغواصات، يبين المصدر أنها لا تتوفر على فرقاطات، فيما يتوفر عليها المغرب. وبخصوص توفر الجزائر على غواصات قادرة على إطلاق صواريخ تصيب أهداف أرضية، يقول عبدالرحمان المكاوي إن الاستعراض الذي قام به الجيش الجزائري الأسبوع الماضي وفتح لأول مرة مخازنه للإعلام الرسمي، أظهر أنه يمتلك سلاح الغواصات 363، وكذلك، الصواريخ بعيدة المدى S-300. ويتساءل قائلا: “هل هي رسالة موجهة إلى المغرب أو أنها محاولة للالتفاف على الحراك المستمر في الجزائر”؟.