مصطفى السحيمي – محلل سياسي كيف قرأت استقالة إلياس العمري من رئاسة مجلس جهة طنجةالحسيمة؟ أولا، يجب أن نتذكر ونحن نتابع هذه الاستقالة، أن إلياس العمري، استقال من رئاسة حزب الأصالة والمعاصرة، في 7 غشت 2017، بعد أسبوع على خطاب ملكي بمناسبة عيد العرش، انتقد فيه الطبقة السياسية، ولهذا خرج إلياس معلنا استقالته، داعيا أمناء الأحزاب إلى تقديم استقالتهم. ثانيا، أن إلياس العمري فشل في الفوز في انتخابات 2016، بحصوله على الرتبة الثانية ب102 مقاعد مقابل 125 للبيجيدي. وبالتالي، لم يبق لإلياس سوى رئاسة الجهة، خاصة بعد انتخاب حكيم بنشماش خلفا له في مؤتمر في ماي 2018. وحتى في الجهة راكم مشاكل وروّج لمشروع مدينة تكنولوجية باستثمار صيني، وتبين أن ذلك مجرد وهم، ومؤخرا بدأ يشعر أن هناك مخاطر تواجهه بسبب تقرير للمجلس الأعلى للحسابات. هل يمكن القول إن أحداث الحسيمة ساهمت، أيضا، في سقوطه؟ نعم، لقد قدم إلياس نفسه للسلطة كشخص قادر على تحقيق المصالحة مع الريف ومعالجة المشاكل معه، ويمكن القول إنه منذ 2004 أصبح مكلفا بملف الريف، وأسس جمعية بعد زلزال الحسيمة، وبعدها تم تمهيد الطريق له لكي يحصل البام على رئاسة معظم الجماعات الترابية في الريف، كما تم تقطيع جهة طنجة على مقاسه وبضم الحسيمة إليها، وعمل إلياس على كسر منافسه في الريف، ومنهم رئيس حزب الأحرار السابق مصطفى المنصوري. ولهذا، فإن إلياس كان في السنوات الأخيرة هو المهيمن في الريف، إلى أن جاء حادث مقتل تاجر السمك محسن فكري، فقلب الأمور لأنه اتضح أن إلياس عاجز عن حل المشكل، بل أصبح جزءا من المشكل. كيف تقرأ ظاهرة إلياس العمري؟ السؤال الذي أطرحه هو لماذا خلق النظام ظاهرة إلياس؟ والجواب هو أنه باع الوهم بادعائه القدرة على مواجهة البيجيدي. أعتقد أن من راهن على إلياس قد أخطأ ولم يكن اختياره صائبا. لقد تبين أنه يريد أن يتدخل في كل شيء، حتى في السياسة الخارجية، فاستضاف طوارق مالي، وسافر للقاء أكراد العراق، علما أن المغرب لا يدعم استقلال الأكراد، كما سافر إلى أمريكا اللاتينية للقاء رؤساء، وخلق مشاكل دبلوماسية. أفهم أن العهد الجديد في بداية 2000، كان في حاجة إلى نخب جديدة، لكن لم يتم إحسان الاختيار. واليوم، يتم الرهان على عزيز أخنوش لتعويض إلياس.