أنا مسلمة تعلمت العبرية على يد حاخام ومهنتي وأبحاثي تفرض علي الانفتاح على كل الأديان كم مرة زرت إسرائيل وفي أي إطار؟ لا أتذكر العدد، لقد زرت إسرائيل مرات عديدة، وذلك في إطار عملي الصحافي حيث أنجزت عددا مهما من الريبورتاجات والتحقيقات لصالح القناة الثانية التي أعمل لفائدتها، تناولت مواضيع مختلفة منها أعمال بيت مال القدس والاستيطان ومعاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية، أيضا زياراتي إلى إسرائيل حال زياراتي إلى عدة بلدان أخرى تدخل في إطار الأبحاث التي أقوم بها على اعتبار أنني أعد كتابا حول الديانات السماوية وتبعا لذلك كان لزاما علي زيارة كل البلدان التي تهم بحثي من بينها إسرائيل.
لماذا تقومين بالدعاية لإسرائيل وأماكن عبادتها من خلال التقاطك صورا فيها ونشرها عبر حسابك الفيسبوكي؟ أولا لن نقول بأنني أقوم بالدعاية لإسرائيل لأن أماكن العبادة التي زرتها والتقطت صورا بها ليست أماكن عبادة خاصة بإسرائيل إنما هي تخص الديانة اليهودية، وإذا اطلعتم على حسابي ستجدون مئات الصور ليس فقط في أماكن العبادة الخاصة باليهود، إنما ستجدون أيضا صورا كثيرة لي في أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين والمسيحيين أيضا فلماذا التركيز على الصور الخاصة باليهود دون غيرها؟ !
كيف تجرأت على الوقوف على حائط المبكى وتلاوة التوراة والأكثر من ذلك نشر صور لذلك عبر حسابك؟ أولا حائط المبكى يوجد في القدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيون بأن تكون عاصمة فلسطين، حائط المبكى أيضا يعتبر المكان الأكثر قداسة بالنسبة لليهود، وما تعلمته وتربيت عليه أنه في إطار التسامح ليس لنا كمسلمين أي مشكل لا مع اليهود ولا مع أي من الديانات السماوية بل المفروض علينا احترامها. بالنسبة للتوراة وللتصحيح تلك الصورة التي نشرت لي لا اتلو فيها التوراة، تلك ليست التوراة، وحتى لو كانت التوراة لا أجد مشكلا في تلاوتها، كما أشرت سلفا أقوم بأبحاث حول الديانات السماوية ومن الطبيعي أن أقرأ كل الكتب السماوية.
كيف تلقيت نشر صور خاصة بك واتهامك بالتطبيع مع إسرائيل استنادا إليها؟ طبعا تفاجأت واستأت كثيرا، تلك الصور خاصة جدا وأنا أنشرها عبر حسابي الفيسبوكي المفتوح في وجه الجميع كنوع من الانفتاح والتواصل وليس بهدف استغلالها لغاية معينة، لدي صور في إسرائيل وأيضا في بلدان عديدة أخرى، لدي صور على حائط المبكى وأيضا في الكنائس وفي المساجد، ما أساءني أكثر هو استغلال صور معينة في سياق لا علاقة لها به، كأحد المواقع الذي نشر الموضوع الخاص بتنقلي إلى إسرائيل رفقة صورة لي بإحدى المقاهي في تكساس، هذه إثارة مجانية، ولذلك أتساءل لماذا مثلا لم ينشروا صورتي وأنا أرتدي الحجاب بدلا عن تلك الصور التي أظهر فيها في عطلات خاصة أرتدي فيها ملابس عادية. أنا مولعة بالسفر واكتشاف الثقافات الأخرى وكل بلد أزوره أرتدي لباس أهله، وطبعا حين أدخل المسجد أرتدي الحجاب.
يرى البعض أنك تجرحين مشاعر المغاربة بنشرك تلك الصور وبزياراتك المتكررة لإسرائيل التي تعتبر دولة محتلة ارتكبت مجازر عديدة في حق الفلسطينيين؟ إسرائيل دولة محتلة هذا صحيح ولا خلاف عليه، ولكن هذا لا يمنع من زيارتها، وكما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أنا أزور الأسير وليس السجان"، وكصحافية من المفروض علي أن أذهب إلى عين المكان لأصور الحقيقة كما هي فليس منطقيا بالنسبة لي أن نتحدث عن دولة تحتل عناوين الأخبار من دون أن نزورها، أخلاقيات المهنة تفرض علينا التنقل إلى مكان الحدث لننقل صورة واقعية عما يجري، وتنقلي إلى إسرائيل لا يعني أنني أدعمها. كما أسلفت أنا باحثة في الشؤون الدينية وصحافية وواجبي يفرض علي التنقل حيثما يوجد الخبر والمعلومة.
ما رأيك في إسرائيل؟ إسرائيل دولة محتلة تحتل 60 في المائة من الضفة الغربية وهي تقيم يوميا مستوطنات جديدة على حساب الشعب الفلسطيني، وتهضم حقوق الفلسطينيين، هذا أمر لا يختلف فيه اثنان.
تتقنين الحديث والكتابة باللغة العبرية، متى تعلمت هذه اللغة؟ تعلمتها في المغرب حين كنت طفلة صغيرة على يد حاخام في الدار البيضاء، وأتقنتها أكثر في باريس وإسرائيل.
هذا يعني أن أسرتك من دفعتك لتعلم العبرية، ما السبب في ذلك؟ في عائلتي كان هناك انفتاح دائما على جميع الديانات، ومكتبة العائلة تتضمن الكتب السماوية كما تتضمن مختلف كتب التاريخ والأدب وغيرها، بمعنى أنني منذ الطفولة كنت منفتحة على مختلف الثقافات والأديان، وهذا يعود إلى والدي، الذي تعلمت منه أصول الانفتاح الديني، ومنذ فتحت عيناي على الدنيا وجدته مهتما بثقافة الغير، وطبيعي أن تسرب لي أنا أيضا هذا الاهتمام.
تحتفلين بالأعياد اليهودية وتتقنين أطباقهم، هل هذا مجرد تعاطف أم تحول في الديانة؟ طبعا ليس تحولا في الديانة، أنا مغربية مسلمة، ولكن كما قلت هذا يدخل في إطار الانفتاح على مختلف الأديان والتعايش معها، وهذا لا يختلف عن احتفال عدد كبير من المغاربة بالمناسبات المسيحية كرأس السنة الميلادية، أنا أحتفل بجميع المناسبات سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية.
هل لك علاقة بجمعيات إسرائيلية؟ علاقة من بعيد فقط وذلك بصفتي الرئيسة الشرفية لجمعية الصداقة المغربية الفلسطينية التي تنظم مجموعة من الأنشطة والندوات في الضفة الغربية أهمها تلك التي تتناول موضوع خطورة استمرار الاستيطان الإسرائيلي.
كيف يتم دخولك إسرائيل وألا تجدين أية صعوبة في ذلك؟ أدخل إلى إسرائيل بشكل عادي عبر السفارة الإسرائيلية في باريس.
هل تلقيت أية تهديدات عقب نشر تلك الصور التي تتهمك بدعم الصهيونية؟ تلقيت بالفعل تهديدات عبر "فيسبوك" وعبر هاتفي ولكن أظن أن جميع من يدعمون التسامح والتعايش بين مختلف الديانات والثقافات يتعرضون لمضايقات من هذا النوع فهناك من يزعجهم هذا الأمر والانفتاح على الديانات لا يزعج سوى المتشددين والغلاة، بموازاة ذلك هناك العديد ممن يعبرون عن دعمهم لي وهم كثر أيضا.