استنفرت مختلف السلطات الإقلمية بتارودانت عناصرها للمشاركة في البحث عن ناجين من حادثة السيول، التي غمرت ملعب تيزرت بقرية إداونظيف، وتسببت في مقتل 7 أشخاص، وفق حصيلة غير نهائية. وكشفت مصادر محلية في حديثها ل”اليوم 24″ أن أجهزة الوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي قد حلت بكثافة في مكان الحادث للمشاركة في عمليات البحث عن ناجين. ووفق المصدر ذاته، فإن السلطات لم تتمكن بعد من حصر عدد المفقودين، قباستثناء شخص واحد تم تحديد هويته، فإن أعداد من جرفتهم السيول ولم تظهر آثارهم بعد لازال مجهولا، خصوصا وأن الجمهور الذي حضر لمشاهدة المقابلة في الملعب المذكور جاء من دواوير بعيدة، لم تبلغ ساكنتها عن هوية مفقودين بعد. وكان المواطنون بجماعة “إمي نتيارت”، التابعة لقيادة أضار، ضواحي إقليمتارودانت، قد عاشوا مساء أمس الأربعاء، أجواء مرعبة بعدما داهمت سيول طوفانية العشرات من المواطنين، لتجرف حوالي 15 منهم أصبحوا في عداد المفقودين، تأكد مقتل 7 منهم جلهم من كبار السن. وكانت جمعية محلية بصدد إجراء مباراة نهائية لكرة القدم بين فريقين محلين، حيث أقيمت المقابلة بملعبدوار “تيزيرت” بقبيلة إداونضيف، التابع لدائرة إغرم بإقليمتارودانت، قبل أن تتسبب أمطار رعدية عرفتها مرتفعات الأطلس الصغير، في تجمع السيول ومداهمتها لملعب كرة القدم الذي تمت إقامته في “واد” معروف بتجمع السيول فيه. ولجأ عدد من المواطنين إلى إحدى البنايات المجاورة للملعب في محاولة للتحصن من السيول الجارفة، لكن هذه الأخيرة داهمت المبنى وتسببت في تدميره بالكامل، كما سحبت معها 15 مواطنا من المشجعين. وأظهرت مقاطع فيديو وصور التقطها ناشطون محليون مشاهد مرعبة للحادث، وسط استغاثة الضحايا وصراخ الحاضرين الذين لم يجدوا من سبيل لإنقاذ الغرقى. وكانت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية قد أعلنت أنه يرتقب تسجيل زخات رعدية محليا قوية من المستوى البرتقالي يوم الاربعاء، من الساعة الثانية بعد الظهر حتى الساعة الحادية عشر مساء، ويوم الخميس من الساعة الحادية عشر صباحا حتى الساعة الحادية عشر مساء بعدد من أقاليم المملكة. وأوضحت المديرية، في نشرة خاصة، أن هذه الزخات الرعدية ستهم أقاليم الحوز وأزيلال وورزازات وتارودانت وشيشاوة ومراكش والرحامنة وبني ملال وقلعة السراغنة وميدلت. وأوضحت المديرية أن هذه الزخات الرعدية يحتمل أن تكون مصحوبة أحيانا بالبرد ورياح عاصفية. ويطرح الموضوع شبهة تقصير من طرف السلطات المحلية بدائرة إغرم، حيث أكدت مصادر متطابقة لموقع “اليوم 24” أن الملعب الذي أقيم بالدوار المذكور، قد شيد في منطقة أشبه بالواد الذي تتجمع فيه السيول المائية القادمة من المرتفعات كلما هطلت الأمطار، مشيرة إلى أن ناشطين سبق وأن نبهوا المسؤولين عن تنظيم دوري كرة القدم لهذه المسألة، لكنهم لم يتفاعلو مع هذا التحذير.