ما تعليقك على خطاب زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي أعلن فيه استعداده للدخول في حرب عسكرية ضد المغرب في الأيام المقبلة؟ بالنسبة للبوليساريو، المهم هو ما يعمل ويقوم به على أرض الواقع إما العدوانية وإما التحريض، أما التصريحات التي خرج بها زعيم هذه الجبهة الانفصالية، فلا أهمية لها بتاتا، فحتى لو أعلن عن استعداده الدخول إلى حرب عسكرية وميدانية ضد المغرب، يبقى السؤال الأساسي، هل هو قادر ومستعد فعلا للحرب؟ أكيد لا، لأن العدو يعلم جيدا أنه سيهزم هزيمة كبيرة، لذلك يسعنا وضع هذه المزايدات والتصعيدات الكلامية الأخيرة في خانة “الدعاية”، ثم إن الجبهة تعاني ظروفا جد صعبة دوليا خلال هذه الفترة، خاصة وأن ملف الصحراء المغربية بدأ يعرف طريق الانفراج ويمر من مراحل في أغلبيتها لصالح المغرب، وبالتالي فتصريحات الجبهة تدل على الفشل ولا يمكن أن نتخوف منها، لأنهم إذا غامروا في هذه الحرب ستكون عملية انتحارية. هل في نظرك للجيش الجزائري الذي يعتبر، إلى حد ما، الداعم لهذه الجبهة، يد في هذه التصعيدات الأخيرة؟ لا أعتقد، الجيش الجزائري لن يتحرك ضد المغرب، أستبعد هذا الأمر كليا، خاصة وأن الجزائر اليوم في وضعية صعبة هي الأخرى داخليا، وبالتالي فالحكومة الجزائرية بعيدة عن أن تغامر في ميدان عسكري، وهاجسها اليوم هو الاستجابة لمطالب الشعب الجزائري الذي نزل إلى الشارع للتظاهر والمطالبة بالديمقراطية، وبالحريات ومحاربة الفساد، وهذا هو الرهان اليوم المطروح على الجزائر، وليس محاربة جيرانها. والأكيد بطبيعة الحال أنها لن تغامر بالدخول في حرب خاسرة. ماذا بخصوص الجامعة الصيفية للجبهة الانفصالية، والتي تنظم بشكل سنوي في قلب الجزائر، حتى أنه اختير لها هذه السنة شعار: «الشعب الجزائري والشعب الصحراوي أخوة عهد ووفاء»؟ نعم، الحكومة الجزائرية للأسف لم تتفاعل مع اليد الممدودة من طرف الملك محمد السادس ولا مبادرته للصلح، بل ولم تبد أي ردة فعل إيجابية، في الوقت الذي تدعم الانفصال والبوليساريو وتحتضن في كل سنة هذه الجامعة الصيفية في “جيرالدا” لتشجيع أطر جبهة البوليساريو، وهذا الأمر أراه عاديا بما فيها الشعار الذي يكرس لأطروحة الانفصال والوحدة الزائفة. كيف تفسر تزامن إعلان الجبهة الانفصالية الحرب مع خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، الذي جدد فيه الدعوة إلى لجزائر لطي الخلاف؟ مع الأسف نعم، فالملك ليست المرة الأولى أو الثانية بل الثالثة، التي يمد فيها اليد للجزائر لخلق علاقات ثنائية عادية، وترك ملف الصحراء عند مجلس الأمن، ولكن المؤسف أن السلطات الجزائرية وإلى حدود اليوم تجاهلت الدعوة ولم تجب. كيف ترى مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية في ظل التحولات التي يعرفها الشارع الجزائري في الآونة الأخيرة؟ العلاقات بين البلدين بالأساس مرتبطة بملف الصحراء، ولكن توجد العلاقات الثنائية التي يمكنها أن تتغير إذا استطاعت الجزائر أن تدخل إلى مرحلة الديمقراطية والحرية، من خلال الاستجابة للمطالب الشعبية المشروعة. أكيد أن الحكومة الجزائرية تجعل العلاقة الثنائية مع المغرب علاقة عادية، لمصلحتها ومصلحة المغرب، وتبقى قضية الصحراء عند مجلس الأمن إلى أن يجد لها الحل.