مع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة وتزايد إقبال الشابات والشبان خصوصا الأطفال منهم على السباحة في الأودية والسدود غير المحروسة بالمناطق التي لا تتوفر على مسابح عمومية، عمت ضجة مدينة تازة بعدما لقيت 3 طفلات من أسرة واحدة، حتفهن يوم الاثنين الماضي غرقا في وادي “لخضر”، الموجود بالجماعة الترابية لباب مرزوق، التابعة لإقليم تازة. واستنادا للمعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم”، من مصدر قريب من الموضوع، فإن الفتيات الثلاث، تتراوح أعمارهن بين 12 و16 سنة، غرقن بالوادي خلال انسلالهن من بين عائلتهن بغرض السباحة، حيث لم يكن يدركن أن هذه الخرجة ستكون الأخيرة في حياتهن، حيث عاين هذا الحادث المروع، أحد المارة والذي سارع إلى إخطار السكان القريبين من الوادي، طلبا لمساعدته لنجدة الطفلات، غير أن قدرهن، يضيف المصدر ذاته، كان ينتظرهن في قعر الوادي، مما تطلب تدخلا لعناصر الوقاية المدنية، والذين تمكنوا بعد أزيد من ست ساعات من البحث من انتشال جثث الضحايا. وخضعت جثث الصغيرات للتشريح الطبي، بقسم الطب الشرعي التابع للمستشفى الإقليمي ابن باجة بمدينة تازة، وذلك بأمر من النيابة العامة، والتي فتحت بحثا في الواقعة التي هزت مدينة تازة والجماعة الترابية لباب مرزوق، والتي عرفت غرق الطفلات، يقول مصدر أمني. من جهته، كشف المحامي عبد اللطيف جنيح، في تدوينة له على صفحته ب”الفايسبوك”، عن معطيات مثيرة قد تحدث منعطفا جديدا في الأبحاث الجارية في واقعة غرق الطفلات الثلاث، حيث قال إن “أخبارا تروج بالمنطقة أشارت من عين المكان إلى أن غرق الفتيات تم عن طريق ابتلاعهن بواسطة الأوحال الناتجة عن إحدى الحفر المحدثة من طرف إحدى الشركات أثناء عملية التنقيب عن الرمل واستخراجه، وإذا ثبت ذلك فالمسؤولية الجنائية تبقى قائمة في مواجهة الجهة الممثلة للشركة، لتسببها في قتل الطفلات، مما يستوجب معها تحقيق المساءلة الزجرية والردع القانوني في حقها، تكريسا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب، يورد الناشط الحقوقي والمحامي بهيئة تازة، عبد اللطيف اجنيح في “تدوينته”، وهو يعلق على هذا الحادث المأساوي، فيما شدد على أن مسؤولية الدولة تبقى قائمة في شخص وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء لتقصيرها في درء مخاطر الأودية وحماية المواطنين منها. من جهته، كشف مصدر آخر ل”أخبار اليوم”، أن الضحايا لم يكن في وضعية سباحة كما يروج، بل إنهن وخلال محاولتهن عبور الوادي للوصول للضفة المقابلة لسكنى عائلتهن، فوجئت الطفلتان البالغتان من العمر 12 و14 ، عقب ملامستهما للماء وهما يخطوان الخطوة الولى للعبور، بابتلاعهما وسط دائرة من التيار المائي، مما دفع بابنة خالتهما، كانت برفقتهما، لمحاولة إنقاذهما، لكنها وقعت بدورها بداخل دائرة التيار القاتل، حيث أظهرت تحريات عناصر رجال الوقاية المدنية، عقب انتشال الجثث، أن الأوحال المترسبة على ضفة الحفرة، كانت وراء غرق الطفلات الثلاث، حيث عاين سكان جماعة باب مرزوق، في مشهد مروع، انتشال جثتي طفلتين وهما متعانقتين، أما جثة قريبتها فوجدت بمسافة قريبة منهما. حادث غرق الطفلات الثلاث بتازة، وقبلها العشرات من ضحايا السباحة بالأودية والحقينات المائية التابعة للأحواض، والتي يحولها الشباب مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مسابح عمومية، (حوادث الغرق) عجلت صيف سنة 2017، بإطلاق تحذيرات من وكالة الأحواض المائية لنهر ملوية، وسبو وأم الربيع ودرعة، تمنع السباحة بحقينات السدود، بحجة احتوائها على كمية كبيرة من الأوحال تجذب إلى الأسفل، مما يجعل عملية الصعود إلى سطح الماء أمرا مستحيلا، و تنتج عنه الغرق والموت، بحسب تحذيرات وكالات الأحواض المائية، فيما واكبت السلطات، يورد مصدر قريب من الموضوع ل'أخبار اليوم”، هذه الحملة التحذيرية من مخاطر السباحة بالأودية والسدود غير المحروسة، بتثبيت علامات التشوير على مستوى حقينات السدود الكبرى بالأحواض، كما وضعوا لافتات لمنع وحظر السباحة فيها، فيما يطالب السكان الذين يجاورون السدود الكبرى، بوضع الحراسة عليها لتفعيل تدابير الوقائية ووقف حالات الغرق والتي تزداد يوما عن يوم.