توج المنتخب الجزائري لكرة القدم، يوم الجمعة، بكأس الأمم الإفريقية، في نسختها رقم 32، التي استضافت مصر أطوارها، بعد تغلبه في المباراة النهائية على نظيره السنغالي، بهدف مبكر لمهاجمه بغداد بونجاح. تتويج الجزائر المستحق، لم يكن وليد الصدفة، أو ضربة حظ، بل جاء وفق برنامج محكم، سهر على وضع لبناته الأساسية، رجل يدعى خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم “فاف”. منذ انتخاب زطشي رئيسا ل”الفاف”، مارس من عام 2017، خلفا لمحمد روراوة، أخذ الرئيس السابق لنادي أتليتيك بارادو، على عاتقه إعادة الكرة الجزائرية إلى سابق عهدها، خاصة المنتخب الأول. وماهي إلا شهرين على توليه منصب الرئاسة، حتى قرر زطشي منح أسطورة الكرة في الجزائر رابح ماجر سفيرا لاتحاد الجزائري لدى “كاف” و”فيفا”، ناهيك عن منحه منصب المستشار التقني لرئيس الاتحاد، قبل أن يعينه مدربا للمنتخب الأول أكتوبر 2017، خلفا للإسباني المقال لوكاس ألكازار. لم يكن الرهان الذي وضعه زطشي على ماجر رفقة “ثعالب الصحراء”، ناجحا، لتتم إقالته من منصبه، ثمانية أشهر من إشرافه على تدريب “الخضر”، بعد سلسلة من النتائج المخيبة. انتظر رئيس “الفاف” شهرا وبضعة أسابيع عقب الانفصال عن ماجر، ليعين مواطنه جمال بلماضي خلفا له، اللاعب السابق في صفوف المنتخب حيث خاض 20 مباراة سجل خلالها 5 أهداف. واكتفى صاحب 43 عاما في أول مباراة له كمدرب للجزائر، بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة أمام غامبيا، برسم ثاني جولات المجموعة الرابعة، للتصفيات المؤهلة ل”كان” مصر 2019، قبل أن يفوز على بنين بثنائية نظيفة في الجولة الثالثة، غير أن هزيمته إيابا أمام “السناجب” بهدف نظيف، أخلت الشك في نفوس عشاق “الخضر”. وجد بلماضي مساندة كبيرة من زطشي عقب السقوط في بنين، مساندة سرعان ما أثبت المدرب الشاب أنها كانت في محلها، حيث دك شباك توغو برباعية لهدف، في خامس الجولات، ليتأهل للعرس الإفريقي متصدرا لمجموعته ب11 نقطة، بعد التعادل في الجولة الأخيرة مع غامبيا. واصل خير الدين زطشي ثقته في المدرب، ووفر له كل ظروف النجاح الممكنة، التي منح من خلالها جمال بلماضي ولاعبيه لقبا غاليا للجزائر، أعادوا به تربعهم على عرش القارة السمراء بعد غياب دام 29 عاما.