بالموازاة مع الزلزال الذي خلفته استقالة نائبه فيصل مكوار من منصبه، خرج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، صلاح الدين مزوار، في لقاء صحفي مستعرضا ما قال إنه حققه من نتائج خلال عامه الأول على رأس الباطرونا، وقال الرجل الذي يبدو أنه مثار جدل في كل منصب يشغله، إن ما قام به مكوار أمر لم يكن متوقعا، ومرد ذلك إلى انتفاء الأسباب الحقيقية والموضوعية، حسب تعبير مزوار. وأضاف وزير شؤون الخارجية والتعاون السابق، بأن هناك أشياء تتعلق بشخصه باعتباره رئيسا للاتحاد العام لمقاولات المغرب، يحضر بقوة في الباطرونا حسب تعبيره، وقال إنه سجل وجود تباين في الآراء مع مكوار في عدة مواضيع واعتبر الأمر طبيعيا، لكن هذا لا يعني بأنه لم يكن هناك توافق في مواضيع عديدة أخرى، واسترسل مزوار حديثه ليشدد على أنه كان دائم الاشتغال بشكل متوافق مع نائب المستقيل، مع التعهد بعدم اتخاذ قرارات انفرادية دون العودة إلى زميله. وأشار مزوار في معرض حديثه في اللقاء الصحفي، إلى أن استقالة مكوار تثير التساؤلات، لأن الرجل استقال دون أن يجلس مع الرئيس والتداول في موضوع الاستقالة، حسب مزوار الذي شدد على أن هذا الأمر يحزنه خصوصا أنه كان يضع الثقة الكاملة في نائبه. وتابع مزوار الذي كان موقعه في المشهد السياسي المغربي من زاوية حزب التجمع الوطني للأحرار حديثه، ليقول إن الاتحاد الذي يرأسه اليوم، لا يشهد حربا أهلية، معربا عن أن الاستقالات أمر قابل للحدوث في كل المؤسسات، لكنه أشار إلى أنه يعلم جيدا أن هناك اجتماعات تعقد خلفه هنا وهناك، وأن هؤلاء يوهمون غيرهم بأن الاتحاد سائر نحو الدمار. وقدم فيصل مكوار استقالته من منصب نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بحر الأسبوع الجاري، بعد هزة قوية شهدها الاتحاد قبل شهور، بعدما تبين انعدام الوفاق بين مزوار وبعض الأسماء الوازنة في الاتحاد. وكان المشكل الحقيقي حينها يكمن في خلافات حول طريقة تشكيل المجلس الإداري، الذي رأى خصوم مزوار بأنه تم بشكل خارج القانون الأساسي للاتحاد، وهو ما اعتبره مزوار مجرد آراء مشوِّشة، كما قال حينها إنه منذ تقلده مهامه في الاتحاد، عبر صراحة عن أن بعض الهياكل الخاصة بتجمع الباطرونا غير متوافقة مع ما يفرضه العصر. وكان تعويض نائلة التازي بعبد الحميد الصويري في فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب بمجلس المستشارين قد خلف جدلا كبيرا، فيما كان الحديث يروج حينها بأن التازي جردت من مسؤولياتها بسبب خلافاتها مع مزوار والمقربين منه، بسبب طريقة التدبير لاتحاد يضم سيدات ورجال الأعمال المغاربة. كما شهد الاتحاد خلال سنة مزوار الأولى على رأس الباطرونا تنحي رئيس البنك العقاري والسياحي السابق أحمد رحو، والتي خلفت زوبعة في الاتحاد، وتناقلت الألسن حينها بأن رحو استقال لأنه لم يحبذ طريقة مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2019. مزوار لم يكن محط خلاف بين أعضاء في الاتحاد فقط، بل طاله انتقاد شديد على خلفية تنقلاته الدولية الكثيرة، بتركيز كبير على نفقات الأسفار، ما واجهه حينها مزوار بلهجة شديدة، قال فيها إنه لن يسافر لفائدة الاتحاد من ماله الخاص، وقال إنه لا وجود لقانون خاص يفرض على الرئيس المساهمة من ماله الخاص في الاتحاد، لأن تجمع الباطرونا له موارده المالية الكافية.