رغم الابتسامات التي كانت تعلو محياه بين الفينة والاخرى، إلى ان ذلك لم يكن ليخفي حجم المرارة التي يشعر بها صلاح الدين مزوار رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بعد الاستقالة المفاجئة لنائبه فيصل مكوار. " من يدري قد يكون بعضهم مجتمعا الآن في مكان ما وقد تكون هناك استقالات أخرى مستقبلا " يقول مزوار في ندوة عقدها مساء اليوم الخميس بمقر "الباطرونا" بالدارالبيضاء، مشيرا الى أنه توصل بمعطيات تشي بذلك. لكن ماذا عن استقالة مكوار؟ مزوار لم يعط سببا بعينه حول أسباب ذلك، بقدر ما أسهب في الحديث عن أجواء الثقة والعلاقة الوطيدة التي ربطته لنائبه، وأنهما خاضا معركة خلافة مريم بنصالح معا، متسائلا" قد تختلف توجهات الناس وطبيعي أن تكون هناك اختلافات لكن لماذا الاستقالة وبهذا الشكل، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟". " لقد مكنته من جميع الصلاحيات، وأمنحه الأسبقية علما بأن دور نائب الرئيس لم يعد ذا طابع شكلي، بل صار يقوم بعدة مهام لعل ابرزها التنسيق بين الفدراليات وغيرها من المهمات .." يتحسر المتحدث ذاته في اشارة إلى فيصل مكوار. هل معنى ذلك، أن مكوار قد غادر منصبه بشكل نهائي ولن تكون هناك مفاوضات لثنيه عن الاستقالة؟هذه الصفحة طويت تماما، وسيتم تعيين نائب للرئيس بالنيابة في انتظار أقرب جمع عام من اجل تعيين اسم آخر عن طريق الانتخاب، يجزم مزوار الذي لم تمض على تحمله مقاليد أكبر تجمع ممثل للمقاولات إلا أكثر من سنة بقليل. وفي مقابل ذلك لم يفصح مزوار بصريح العبارة ما إذا كان المدير العام للاتحاد فاصل أكومي، قد استقال ام تمت إقالته ولماذا، مكتفيا بالثناء على ما وصفه بالمجهودات التي بذلها اكونيى، لاسيما خلال السنة الأخيرة من اجل الاتحاد. وسواء استقال أم اقيل، فإن المدير العام السابق، لن يبتعد عن "الباطرونا", حيث سيعين مستشارا للرئيس، حسبما ألمح هذا الأخير ! ورغم أنه لم تمر على الولاية الحالية ل" الباطرونا" إلا حوالي سنة وشهرين، إلا أن استقالة مكوار هي الثالثة من نوعها، حيث سبق ان استقال أحمد رحو الرئيس المدير العام ساعتها ل"السياش" والسفير الحالي للمغرب بالاتحاد الاوروبي، كما استقال حماد السقال رئيس لجنة اجال الأداء، وتبقى علامات الاستفهام حول "ماذا يجري داخل الباطرونا؟".