الحدود التقليدية بين الداخل المغربي ومدينة سبتةالمحتلة من قبل إسبانيا، أصبحت جزءا من الماضي. إذ التحقت بالمنظمة الحدودية الذكية الأوروبية التي تمت المصادقة عليها سنة 2017، رغم أن سبتة إلى جانب شقيقتها المحتلة مليلية تتمتعان بوضع خاص لا يشبه بقية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. هكذا وبعد شهور من الانتظار والوعيد بأنه سيكون الإجراء الأمثل والأنجع لمواجهة شبكات تهريب البشر وتزوير الوثائق وانتحال الهوية وتخفيف الازدحام والاكتظاظ في معبر باب سبتة الأول (تارخال) ومعبر باب سبتة الثاني (تارخال 2)، المخصص للتهريب المعيشي؛ دخل نظام الحدود الذكية، في المعبرين البريين يوم أول أمس الثلاثاء، حيز التجريب، في أفق بدء العمل به رسميا قبل نهاية شهر يوليوز الجاري. أكدت مندوبية الحكومة المركزية الإسبانية في سبتة، دخول نظام الحدود الذكية مرحلة التجريب عمليا بهدف الرفع من مستوى المراقبة وتفتيش الأشخاص الذين يدخلون إلى سبتة انطلاقا من الداخل المغربي. سالفادورا ماتيوس، مندوبة الحكومة الإسبانية بسبتة، كشف أثناء تقديمها هذا المشروع الجديد لوسائل الإعلام، أن هذا النظام الذكي الجديد يعتمد بشكل كبير على نظام التعرف على ملامح الوجه، مبرزا أنه سيبدأ العمل به، رسميا، قبل نهاية هذا الشهر، سواء في باب سبتة (1) المخصص للمسافرين والمركبات، وباب سبتة (2) المخصص لممتهني التهريب المعيشي. في هذا قالت: “تتم تجارب في هذه الأثناء لكي يبدأ العمل بالنظام الجديد في الأيام المقبلة، ويبقى الهدف أن تكون الحدود الذكية شغالة على طول هذا الشهر”. هذا النظام الجديد، وفق المسؤولة ذاتها، يدخل حيز التنفيذ “رويدا رويدا”، حيث سيتم تسجيل والأخذ بعين الاعتبار “الإنذارات” و”التحذيرات” الضرورية التي سترصدها الشرطة. وعن طبيعة نظام الكشف عن ملامح الوجه، لم تكشف المسؤولة عينها عن كل تفاصليه، بل اكتفت بالقول: “عمليا، عند المرور بالحدود، سواء في باب سبتة (1) أو (2) ستلتقط صورة للمواطن الذي يستعد للدخول، وستستمر عملية إضافة بيانات إلى هذا السجل”. ويستهدف الإجراء الجديد حوالي 15 ألف شخص، أغلبهم مغاربة، يتنقلون بين الداخل المغربي والثغر المحتل يوميا؛ كما يشمل، كذلك، 5000 ممتهن للتهريب المعيشي. وبخصوص كيفية تطبيق نظام التعرف على ملامح الوجه على الحمَّالين المغاربة، أوضحت سالفادورا ماتيوس أن الغرض هو “التعرف على هوياتهم، وتجنب أن يدخلوا للتبضع عدة مرات يوميا إلى سبتة خلال الفترة المسموح بها، إلى جانب تجنب الهجمات البشرية والمشاكل التي يشهدها المعبر الحدودي”، علما أن الحكومة المغربية والإسبانية اتفقتا السنة الماضية على السماح للحمالات بالعمل يومي الاثنين والأربعاء والحمّالين يومي الثلاثاء والخميس لتجنب الازدحام وتسريع عملية الدخول والخروج. وتسعى الحكومة الإسبانية إلى أن تتأقلم الحدود الذكية الجديد مع نظيرتها الأوروبية حول الولوج إلى نظام “شنغن”، بحيث سيحل نظام التعرف على ملامح الوجه محل نظام ختم جوازات السفر المعمول به حاليا، بهدف تسريع عملية العبور، وتسهيل رصد الأشخاص الذين نفدت تأشيراتهم ولم يعودوا إلى المغرب، إضافة إلى رصد الأشخاص الذين يستعملون المعابر البرية كثيرا، علاوة على تنظيم أفضل وأكثر أمانا للدخول والخروج من المعبرين، وفق صحيفة “إلإمبارثيال”. وسيسمح النظام الجديد بحماية أقوى للحدود ومراقبة شديدة لاكتشاف عملية تزوير الوثائق وانتحال الهوية للولوج إلى سبتة، وفق المصدر نفسه. وكانت تقارير أمنية إسبانيا أشارت إلى عملية تزوير أو استعمال جواز سفر الغير لتهجير الراغبين في ولوج الثغر المحتل. مصادر متطابقة أوضحت ل”أخبار اليوم” أن الحدود الذكية الجديدة تعتمد بالأساس على خلق بنك معلومات رقمي حول المغاربة والإسبان وكل الأجانب الذين يستعملون المعبرين من خلال أخذ صورة بصرية لمستعمل المعبرين وبصمات أصابعه وعدسة العين، ومعلومات تواريخ دخوله وخروجه.