بعد تعليق الاحتجاجات، التي استمرت أسبوعا كاملا داخل مستوطنات الاحتلال، إثر مقتل مراهق من أصل إثيوبي، برصاص الشرطة الإسرائيلية، الأحد الماضي، أعلن قادة المجتمع الإثيوبي (الفلاشا)، مساء أمس السبت، عزمهم استئناف التظاهر، غدا الاثنين، في مدينة تل أبيب. واندلعت الاحتجاجات، التي صاحبتها أعمال تخريب وعنف، جميع أنحاء المستوطنات الإسرائيلية، منذ ال30 من يونيو الماضي، بعد قتل اليهودي الإثيوبي “سلمون تيكاه”، برصاص ضابط شرطة خارج الخدمة في حيفا، قبل تراجع حدة المظاهرات، الأربعاء الماضي، بعد طلب عائلة تيكاه تعليقها إلى ما بعد انتهاء فترة الحداد، التي تمت مدتها 7 أيام، بحسب التقاليد اليهودية. وكان المتظاهرون، قد أقدموا على إغلاق الطرقات، وإضرام النار في السيارات والمنشآت العمومية، احتجاجا على ممارسة ما أسموه “التمييز العنصري النظامي الممنهج”، ضدهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية، في الوقت الذي يحرص فيه الاحتلال الإسرائيلي على إظهار ديمقراطيته في المنطقة، ويقدم نفسه على أنه يسترشد بقيم الديمقراطية، والتعددية، والمساواة. وأكد اليهود الإثيوبيون (الفلاشا) أنهم يعانون العنصرية في التعاملات اليومية، مشيرين إلى أن التمييز يعيق تطور مجتمعهم ككل، ويبقيهم عند مستوى اجتماعي اقتصادي منخفض، كما أن أسلافهم لم يكونوا أبدا عبيدا لدى ذوي البشرة البيضاء، على غرار الأمريكيين من أصول إفريقية، بل قدموا إلى أراضي فلسطينالمحتلة، طبقا لما يسمونه “قانون العودة”، مثلما وصل باقي اليهود من أي بلدان أخرى.
كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لم تغب بدورها عن مشهد التوترات الإسرائيلية، إذ أعلنت في تصريح خاص لقناة RT الروسية، تجاهل حكومة الاحتلال اختفاء جنديها من أصل إثيوبي “أبرهام منغستو”، ولم تطالب الكتائب الفلسطينية به، ولم يتم إدراجه ضمن ملف المفاوضات إلى جانب زملائه الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ما يؤكد العنصرية الإسرائيلية في حق هذه الطائفة اليهودية. وتؤكد كتائب القسام وجود أسرى إسرائيليين في قبضتها من بينهم الملازم الأول هدار غولدن، والجندي من قوات النخبة الإسرائيلية، أورون شاؤول، المحتجز إثر كمين أعدته عناصرها خلال الحرب على غزة في صيف 2014، بالإضافة إلى آخرين، تصر حركة حماس على عدم الإفراج عنهم وفق مفاوضات تتعلق بصفقة تبادل، إلا “بعد الإفراج عمن أطلق سراحهم سابقا ضمن صفقة شاليط، بعد إعادة اعتقالهم”. يذكر أن الاحتلال أعاد أسر عدد ممن أفرج عنهم ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، التي تمت عام 2011، بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني محكوم عليهم بعقوبات مشددة، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسر عند حدود قطاع غزة صيف 2006، ليتم احتجازه داخل القطاع مدة خمس سنوات.