وسط استمرار صدور تقارير دولية حديثة، تشير إلى أعداد كبيرة من المهاجرين، الذين يركبون البحر انطلاقا من الشواطئ المغربية، وتلفظ مياه البحر الأبيض المتوسط أجسادهم جثثا هامدة، كشف حقوقيون عن أعداد جثث المهاجرين، التي تتكدس في مستشفى الناظور. وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الناظور، إن مستشفى الحساني في المدينة، يضم أربعين جثة لمهاجرين، جلهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، لفظت مياه البحر أجسادهم بعد فشلهم في العبور على متن قوارب للضفة الأوربية من المتوسط. وأوضح المصدر ذاته أن الجثث، التي تمت معاينتها، تعود إلى مهاجرين لفظت أجسادهم في فترات متفاوتة، في شاطئ المدينة، داعية السلطات المختصة، إلى تسريع عملية تحديد هوية الجثث، لتمكين العائلات من حقهم في معرفة مصير أبنائهم، وتمكينهم من الدفن في شروط إنسانية. وفي السياق ذاته، كشف المصدر أن آخر جثة دخلت إلى مستشفى الحساني بمدينة الناظور، تعود إلى مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء، عثر عليها في شاطئ أركمان في حالة تحلل متقدمة، قبل أن تنقل إلى مستودع الأموات في المدينة. ويأتي حديث الحقوقيين المغاربة عن تراكم جثث ضحايا الهجرة غير الشرعية، بعد كشف حقوقيين إسبان غرق حوالي 1000 في البحر المتوسط، أثناء محاولتهم الهجرة إلى إسبانيا انطلاقا من السواحل المغربية. وقالت المنظمة غير الحكومية الإسبانية “كاميناندو فرونتيراس” إنها خلال الفترة، الممتدة من يناير 2018 إلى أبريل 2019، تم انتشال 204 جثث فقط من بين ضحايا الهجرة السرية في المياه المتوسطية (ألف غريق). وترى المنظمة الحقوقية أن بقاء 75 في المائة من الغرقى في أعماق البحر، وعدم التمكن من إخراج جثثهم، يعني أن "أسر المفقودين ممنوعة من الحداد وتعاني أكثر". وتشير المعطيات، المتوفرة لدى المنظمة، إلى أنه، منذ بداية عام 2018، لم يتم العثور على اثني عشر قاربًا مفقودًا في البحر المتوسط ، كان على متنها مهاجرون غير شرعيين. وأوضحت المنظمة المذكورة أن "مآسي المهاجرين في البحر المتوسط، هي الأكثر إثارة للحزن، والأذى بسبب تأثيرها، لا يمكن لأي ناج أن يكوّن قصة إنسانية".