كرست النسخة الثانية والثلاثون من كأس الأمم الإفريقية، المقامة في مصر إلى غاية 19 يوليوز القادم، العلاقة الأخوية التي تجمع منذ القدم، الشعبين المغربي والجزائري. وشكلت مباريات المنتخب المغربي وشقيقه الجزائري، خلال النهائيات، فرصة أخرى، لتؤكد هذه العلاقة متانتها، فالانخراط الكبير والدعم اللامشروط الذي يقدمه أنصار “أسود الأطلس” للمنتخب الجزائري، والتشجيعات اللامتناهية بمختلف الوسائل، التي يمنحها عشاق “ثعالب الصحراء” للمنتخب المغربي، خير وأقوى دليل على الحب والاحترام المتبادلين بين الشعبين الجارين. قبيل بداية “الكان”، أطلقت مجموعة من الصفحات المغربية والجزائرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة “خاوة خاوة”، والهادفة إلى تشجيع الجمهور المغربي لمنتخب الجزائر، والحال ينطبق على الجماهير الجزائرية مع المغرب. ثم جاءت أولى مباريات المنتخبين لتجد “خاوة خاوة” نفسها، تخرج من المواقع الافتراضية إلى أرض الواقع. ما قام ويقوم وسيقوم به، الشعبين الشقيقين من مبادرات وحملات، لا يمكن أن يُمر عليها مرور الكرام، بل يجب الوقوف عندها كثيرا، خاصة من رجالات الساسة في البلدين، وادراكهم أن ما يجمع المغربي والجزائري من أواصر عائلية، وعادات وتقاليد…أكثر مما يفرقهما، فالرسائل التي تُبعث بين الفينة والأخرى من شعبي الجارتين، يتوجب استيعاب مضامينها من طرف مسؤولي المغرب والجزائر، حتى يكون له رجع صدى إيجابي، يقوي أكثر مما يضعف “خاوة” البلدين، وحتى نصل إلى ذلك اليوم، نكتفي باستنشاق هواء “خاوة خاوة” من “الكان”، لعل “أوكسجينه” يبلغ رئتي مسؤولي البلدين، في يوم من الأيام.