اضطر مهاجرون أفارقة ينحدرون من دول الساحل جنوب الصحراء، والذين يستقرون في غابات وأحياء سكنية هامشية في منطقة مسنانة بطنجة، إلى استعمال «شرع اليد» في حماية أنفسهم من هجمات قطاع الطرق واللصوص الذين يعترضون سبيلهم في المسالك الغابوية المؤدية لشواطئ «أشقار» و»اجبيلات»، التي يتخذونها منطلقا لعمليات الإبحار الجماعي نحو الضفة الأوروبية. وأكد مصدر مسؤول من السلطات المحلية في تصريح ل «أخبار اليوم»، أن مجموعة من المهاجرين تمكنوا يوم السبت الماضي من إلقاء القبض على أحد الأشخاص المشتبه فيهم بتعريضهم للسرقة والضرب والجرح عندما كان بمعية رفقائه، وقاموا بتسليمه إلى عناصر الشرطة في الدائرة الأمنية الحادية عشرة المتواجدة في مركز منطقة مسنانة. وأضاف المصدر نفسه، أن الموقوف الأول هو الذي مكن الشرطة من الإدلاء بهوية شركائه في جريمة اعتراض سبيل المهاجرين الأفارقة وتعريضهم للسرقة تحت التهديد باستعمال أسلحة بيضاء، مشيرا إلى أن المعنيين بالأمر ينحدرون جميعهم من حي «خندق الرمان»، إحدى المناطق السكنية التي يختبئ فيها المهاجرون غير النظاميين من ملاحقة السلطات، وتنشط فيها بكثرة شبكات التهجير السري. وكان ثلاثة مهاجرين ينحدرون من تشاد وكوت ديفوار تعرضوا يوم الاثنين 3 يونيو الجاري، لاعتداءات دامية من طرف أشخاص مجهولين في المنطقة الغابوية لمسنانة، وهو ما تطلب نقلهم إلى مستشفى محمد الخامس لرتق جروحهم الخطيرة التي أصيبوا بها في رؤوسهم، وظهورهم، ومناطق متفرقة من جسدهم. وكانت ولاية أمن طنجة أعلنت عشية أول أمس الأحد، أن فرقة الأبحاث للأمن العمومي بمنطقة طنجةالمدينة، تمكنت من توقيف ثلاثة أشخاص يشكلون عصابة متخصصة في اعتراض سبيل المهاجرين الأفارقة في «غابة الرهراه»، وتعريضهم للسرقة والضرب والجرح بالسلاح الأبيض. وبحسب نفس المصدر، فإن الأمر يتعلق بكل من ( أ. ع) 34 سنة، و( ع.ب)، 19 سنة و(أ.أ) 25 سنة، إذ كانوا يترصدون المهاجرين جنوب الصحراء المرشحين للهجرة السرية ويعرضونهم للسرقة والضرب بسلاح أبيض و سرقة ما بحوزتهم بغابة الرهراه ومنطقة بوخالف. وتم إيداع الموقوفين الثلاثة رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة، في انتظار البحث معهم من لدن المصلحة الولائية للشرطة القضائية، قصد تجهيز ملف المتابعة وإجراء مسطرة التقديم أمام نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف، وتقديمهم أمام العدالة للنظر في جرائم الحق العام المنسوبة إليهم. يذكر أن غرفة الجنايات بطنجة تشهد كل أسبوع مناقشة عشرات القضايا المرتبطة بتنظيم الهجرة السرية، وتسهيل مغادرة التراب الوطني للأشخاص بطريقة غير قانونية، يتابع فيها أفراد شبكات متخصصة تنشط بسياراتها ليلا في نقل المهاجرين الأفارقة الذين يرغبون في عبور البحر الأبيض المتوسط نحو الشواطئ الإسبانية، حيث يتخذون من غابة الرهراه ومسنانة مسالك «آمنة» للوصول إلى الواجهة الأطلسية، وذلك على بالرغم من الحملات التمشيطية اليومية التي يقودها رؤساء الدوائر الحضرية للمنطقتين، وفق ما يؤكده شهود عيان يستعملون الطريق الغابوية ليلا.