في خروج مثير، أعادت القيادية بمنظمة المرأة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية، خديجة الزومي، قضية صراع الأدوار بين الرجل والمرأة إلى الواجهة من جديد، حيث وجهت نيران مدفعيتها الثقيلة صوب السياسيين والحكومة والدولة والجمعيات، واتهمت هذه الأطراف مجتمعة خلال ترؤسها لتجمع نسائي يوم السبت الأخير بمدينة مكناس، بالضحك على المرأة وقضاياها وسط مجتمع مغربي رجولي بامتياز، كما قالت الزومي، وهي تدعو النساء إلى الصحوة من غفلتهن دفاعا عن حقوقهن. هذا الخروج سبب بحسب مصدر من داخل حزب الاستقلال حرجا كبيرا، وأثار ضجة قوية وسط الاستقلاليين، حيث لاحظ المتتبعون أن الموقع الرسمي لحزب الاستقلال «أعدم» التغطية الخاصة بالمهرجان الخطابي الذي ترأسته بمكناس القيادية بمنظمة المرأة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية، خديجة الزومي، حيث عمد الموقع لتغطية جميع أنشطة قياديي حزب الاستقلال ومنظماته الموازية خلال الأسبوع الأخير، واستثنى تجمع الزومي بمكناس. الزومي، قالت في كلمتها بالمهرجان الخطابي لمنظمة المرأة الاستقلالية بمدينة مكناس، اختارت له المنظمات شعار «الكرامة.. المناصفة والمساواة»، وذلك على هامش المؤتمر الإقليمي للمنظمة لانتخاب مكتبها الإقليمي، حضره عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ومنسقه بجهة فاس-مكناس، عبد الواحد الأنصاري، «إنهم يضحكون على المرأة، يكتبون (تقصد السياسيين) في برامجهم الانتخابية ومقررات وبيانات مؤتمراتهم، بأنهم يتبنون قضايا النساء ويدافعون عن حقوقهن، لكن المرأة اكتشفت اليوم زيف هذه الشعارات، وأدركت أن لا أحد يمكنه الدفاع عن النساء سوى النساء أنفسهن». وخاطبت الزومي، بلغة حماسية، النساء الحاضرات في مهرجانها بمكناس، بالذود عن حقوقهن، قائلة لهن: «لا تنتظرن الفتات من أحد، لا تقبلن الصدقات من أي كان، فالنساء المغربيات قويات قادمات وقادرات على انتزاع حقوقهن»، قبل أن تردف بنفس الحماس: «الطريق أمامنا شاق وطويل، ولكننا سنصل إلى المبتغى، لأن المرأة كانت وستبقى صلب المجتمع، ولا خير في مجتمع لا يحترم صلبه وأساسه»، تورد الزومي، حيث انتقدت بشدة ما وصفته «بالتعاطي الفاشل للسياسات الحكومية التي تعاقبت على تدبير شؤون المغرب، مع قضية المرأة، حيث لم تخص الزومي بالذكر أية حكومة بعينها، موضحة أن هذه السياسات هي سبب الواقع المر الذي تعيشه النساء المغربيات، وسط تزايد لمعدلات العنف ضدهن، واتساع الفقر والأمية والبطالة بينهن. وشددت القيادية بحزب الاستقلال، أن الحكومة لا تستمع لصوت النساء، على الرغم من أنهن أصبحن يشكلن نسبة أكثر من النصف داخل المجتمع المغربي، وحجتها على ذلك أن العدد الإجمالي لسكان المغرب، تمثل فيه النساء 18 مليونا و700 ألف مواطنة مغربية، لذلك على الدولة والحكومة أن ينصتا جيدا للنساء ويمنحاهن كل حقوقهن، وأولها، تقول الزومي، إلغاء اللوائح الانتخابية الإضافية المخصصة للنساء في الاستحقاقات الانتخابية، لأنها فيها تنقيص للنساء، ومصادرة لحقهن كفاعلات سياسيات في لوائح انتخابية رسمية، فالنساء، تضيف رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، ترفضن أن تتحولن إلى أثاث وزينة تؤثث الديمقراطية في مجتمع رجولي، نريد للنساء أن يصلن إلى مراكز القرار الحقيقية، وأن تكن في صلب تدبير الشؤون العامة لوطنهن، قبل أن تتساءل الزومي في رسائل اعتبرها المتتبعون بأنها موجهة للجهات العليا، (تساءلت) ما الذي ينقص المرأة المغربية ويحول دون تعيينها رئيسة للحكومة؟ ما العائق في انتخابها أمينة عامة لقيادة الأحزاب؟ خصوصا حزب الاستقلال، تقول الزومي، وهو ما ردت عليه قاعة المهرجان الخطابي الغاصة بالنساء، بالزغاريد والتصفيقات. وختمت القيادية بمنظمة المرأة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية، خديجة الزومي، كلمتها بتوجيهها لعتاب قوي لأخواتها النساء، حيث قالت وهي تخاطبهن، «مشكلتنا نحن النساء، أننا لا نشجع المرأة وننتصر دائما للرجل، والسبب أن النساء لا يبحث عن النموذج الناجح داخلهن، ويركزن على النمطية المتهاكلة والتي تقدم المرأة في صورتها المليئة بالمشاكل والمعاناة والهشاشة، وننسى أن هناك نساء وصلن وتميزن بعملهن وعطاءاتهن، توضح الزومي، مؤكدة أن هذا النوع من التفكير ينبغي أن يمحي من عقول النساء وتحليلاتهن، حيث استحضرت الزومي صيحة زعيم حزبها، علال الفاسي، والتي قعدت، كما قالت، لمبدأ التعادلية في الاقتصاد والسياسة، والقضايا الاجتماعية والثقافية والعلمية والرياضية، وقد حان الوقت ليسود التوازن الحقيقي داخل المجتمع المغربي، وإنصاف النساء، تختم القيادية بحزب الاستقلال.