خرج المعلق الصحافي الأمريكي في الشبكة الإعلامية الكبرى “FOX NEWS” “تاكر كارلسون” بتصريحات نارية، أشعلت فتيل النقاش السياسي العمومي في الولاياتالمتحدة. الأمريكان يتخلونَ عن ودهم بسرعة إذا تعلق الأمر بأموال دافعي الضرائب والمصلحة العامة، تجاذبات سياسية طفت على سطح النقاش الأمريكي، بعد آخر مناورات عسكرية أجرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية مع المملكة المغربية، ويتعلق الأمر بمناورات “الأسد الإفريقي”، التي انطلقت في 16 من مارس 2019، وانتهت في أبريل الماضي. “تاكر كارسلون” المذيع الصحافي في شبكة “FOX NEWE” خاطب الرأي العام الأمريكي بقوله: “إنهم يبذرونَ أموال دافعي الضرائب، وينقلون المساعدات الطبية إلى مناطق أخرى “الشعب الأمريكي، وجنوده في الداخل أولى بها”، الجيش الأمريكي عليه المرابطة في الجانب الحدودي لحماية الولاياتالمتحدة (يقصد حدود المكسيك).” هذا النقاش السياسي، اشتد حينما بدأ الحديث عن شق المساعدات الطبية، التي تُنقل إلى “المغرب” بجانب إجراء مناورات “الأسد الإفريقي”، ويتعلق الأمر ب”HCA “، وهي هيأة إغاثة، يُنظمها قانون أمريكي استثنائي (Code § 401. Humanitarian and civic assistance provided in conjunction with military operations)، وتعني بمعنى أدق “المساعدات المقدمة بالتزامن مع العمليات العسكرية”، حيث تحدث عنها المعلق السياسي الأمريكي، باعتبارها نموذجا صريحا على تبدير أموال دافعي الضرائب الأمريكان أثناء هذه المناورات العسكرية. يرى الطرف الأول في النقاش أن هيأة “HCA” للإغاثة الأمريكية غير ملزمة بتقديم المساعدات الطبية للمواطنين المدنيين، ويكشف المصدر ذاته، أن هيأة “الإغاثة”، خلال حللوها في المغرب في مارس الماضي، قدمت شبه مساعدات طبية لأهالي المناطق، التي كانت تجري فيها المناورات الحربية بين القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريي، ويُبرر الطرف الثاني هذه العمليات، باعتبارها جزء من “تداريب الجيش الأمريكي” ويؤكد أن القانون المنظم للهيأة المذكورة يُصرح بشكل واضح أن هذه الهيأة مادامت تُرافق الجيش الأمريكي بموافقة من “القيادات العليا”، و”الخارجية الأمريكية”، فإنها تظل في وضع قانوني سليم. وبناءً على هذه المعطيات، علقت من جانبها “كرستينا بياض” اخصائية في مشروع “مد الجسور” في الجامعة الأمريكية لمدرسة الخدمة الدولية، مستندة إلى عمود رأي ل”ماكس بوت” نشر على صحيفة “واشنطن بوست” بعد بث الصحافي المنتقد لمناورات “الأسد الإفريقي” بيومين فقط، وقالت “كرستينا” إنه لسوء الحظ، يبدو أن “كارلسون” لا يفهم ماهية مناورات الأسد الإفريقي بالضبط – لذلك، سأوضح له الأمر”. وتابعت “كرستينا” في مقال نشرته على صحيفة ” theglobepost” الأمريكية، يوم الأربعاء، أنه على مدار 16 سنة الماضية، استخدم القادة العسكريون الأمريكيون، والمغاربة “Exercise African Lion ” للتعاون في استراتيجيات مكافحة الإرهاب، وتطوير، وفهم لأساليب وتكتيكات بعضهم بعض العسكرية. وقالت المتحدثة ذاتها، بعدما قدمت تعريفا مطولا ب”مناورات الأسد الإفريقي: “إن المناورات استفاد منها الطرفان معًا، مستحضرةً على سبيل المثال أنه خلال مناورات “الأسد الإفريقي” لعام 2010، قام موظفو البحرية الأمريكية باختبار تقنية ” ZeroBase Energy ReGenerator”، و” SLMCO” للمياه، حيث يسمح هذا الجهاز للقوات المنتشرة بتنقية المياه وإعادة استعمالها من جديد من خلال الطاقة الشمسية. ونتيجة لذلك، تمكنت القوات الأمريكية من تقليل اعتمادها على مياه الشرب ووقود المولدات، ما أدى إلى خفض عدد القوافل المكلفة ماديا، والمطلوبة لدعم العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان. وأوردت المتحدثة ذاتها، أن المغرب نتيجة لهذه المناورات المشتركة، بات حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأكدت أن المغرب تعاون باستمرار مع الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، وذلك باستخدام تكتيكات جمع المعلومات الاستخباراتية المستفادة من الأفراد العسكريين الأمريكيين، وفي عام 2015 طور المغرب المكتب المركزي للتحقيق القضائي (BCIJ) والذي قام بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية في جميع أنحاء البلاد. مشيرة إلى أنه في الشهر الماضي فقط، قام أفراد المركز بتوقيف شبكة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تستخدم منازل لصناعة العبوات الناسفة. مناورات حربية وسياسية في عام 2013 ألغى المغرب مناورات “الأسد الإفريقي” مع الجانب الأمريكي، وذلك ردا على مساعي واشنطن تقديم مسودة قرار إلى مجلس الأمن لتوسيع مهمة بعثة ال”مينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، ومخيمات تندوف، غير أن السفارة الأمريكية في الرباط أعلنت أن المناورات ستجري بشكل جزئي بعد التوصل إلى تسوية في الأممالمتحدة. وإزاء ذلك، نقلت وكالة “فرانس بريس” أنذاك عن “رودني فورد”، المتحدث باسم السفارة الأمركية في المغرب قوله: “إن الحكومة المغربية سألتنا” في الساعات ال48 الماضية، “ما إذا كان بإمكاننا المضي في مناورات الأسد الإفريقي”. وأوضح المتدث نفسه “أن بعض التمارين ستتم في مجالي التدريب الجوي أو التموين في الجو، علما أن بعض القوات لا تزال على الميدان”، مضيفا: “لكن معظم قواتنا تمت إعادة نشرها، ولذلك فإننا سنعمل مع ما تبقى منها”. ومن جهتها، عادت “كريستينا بياض” لترد على منتقدي “المناورات الأمريكية – المغربية”، وقالت: “هناك عدد هائل من الأسباب، التي يمكن للمرء استخدامها في انتقاد الإنفاق الدفاعي للولايات المتحدة، ولكن لا يوجد وزن كبير في نقد “كارلسون” لبرامج المساعدة الاستراتيجية مثل Exercise African Lion”. وكشفت “كرستينا” أنه على عكس القوات، البالغ عددها 4350 جنديًا، والمرابطة على الحدود بين الولاياتالمتحدة، والمكسيك، تتاح للجنود المشاركين في الأسد الإفريقي الفرصة لتحسين خبرتهم التكتيكية، ودعم مصالح الأمن القومي الأمريكي الفعلية، وهذا لا ما لا يحصل عليه عدد كبير من الفروع في الجيش الأمريكي.