خسائر بشرية ومادية تسببت فيها الأمطار الرعدية التي عرفتها مدن وجماعات قروية بضواحي مراكش، ابتداءً من عصر أول أمس الثلاثاء، فقد لقي شخص في عقده الخامس مصرعه بعد أن جرفته السيول بينما كان يهمّ باجتياز قنطرة صغيرة بحي الانبعاث (دوار الغيس سابقا) بمدينة ابن جرير، حوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم نفسه، ليلقى حتفه غرقا في سد تلي يقع بالحي نفسه، وقد تمكنت الوقاية المدنية من انتشاله من قعر السد، في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الأربعاء، ليتم إيداعه مستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي بابن جرير، في انتظار إخضاع جثته لتشريح طبي يحدد الأسباب الحقيقية للوفاة، في إطار البحث القضائي التمهيدي الذي عهدت النيابة العامة المختصة بإجرائه إلى الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بالمدينة نفسها. وتحولت العديد من الأحياء الشعبية بعاصمة الرحامنة إلى برك مائية، بعد دقائق معدودة من تساقط الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرَد (التبروري)، خاصة بالحي الجديد و “الشعيبات”، و”الانبعاث”، ودواوير “بنبراهيم”، “النواجي”، و “تامنيرت”، التي قالت مصادر محلية إن الأمطار الرعدية تسببت لسكانهما في خسائر مادية طالت الأشجار وبعض المنازل الطينية القديمة. ولم تكن بعض الأحياء الجديدة أفضل حالا، فقد غمرت السيول القنطرة الرابطة بين حي “الشعيبات” وتجزئة “الرياض 4″، التابعة لمؤسسة “العمران”، والتي كانت عمالة الرحامنة خصصت حوالي مائة بقعة منها كتعويض للأشخاص الذين انتُزعت منهم أراضيهم لإحداث مرافق عمومية، وهي التجزئة التي تتهددها، باستمرار، الأمطار الرعدية بسبب إحداثها فوق بقع أرضية عبارة عن أكوام من الأتربة. وقد كشفت الأمطار الرعدية الأخيرة عن هشاشة البنيات التحتية بالمدينة، التي سبق لمجلسها الجماعي السابق أن اقترض من صندوق التجهيز الجماعي، التابع لوزارة الداخلية، مبلغا وصل إلى حوالي 7 ملايير و800 مليون سنتيم كأصل للدين، دون احتساب الفوائد، وهو القرض الذي تم صرفه في إبرام صفقات عمومية لإنجاز أشغال متعلقة بمشاريع مفترضة لتهيئة البنيات التحتية، والإنارة العمومية، واقتناء منقولات، والمساهمة في تمويل بناء السوق الأسبوعي، الذي دشنه الملك محمد السادس، في شهر نونبر من 2012، ولازال مغلقا بسبب اختلالات مالية وتقنية شابت أشغاله. وبالجماعة القروية “مولاي إبراهيم”، التابعة لإقليم الحوز، تعرّض راعي غنم لصاعقة رعدية، عصر أول أمس، الثلاثاء، أردته قتيلا، كما أصابت 15 رأس غنم بموقع الحادث، الذي فتح في شأنه المركز الترابي للدرك الملكي بجماعة “أسني” بحثا قضائيا تمهيديا للكشف عن ظروفه وملابساته، تحت إشراف مباشر للوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، والذي استُهل بإجراء تشريح طبي لجثة الضحية، التي تم إيداعها مستودع الأموات بحي أبواب مراكش.