في زيارة هي الأولى لهما لمنطقة شمال إفريقيا وبطلب من الحكومة البريطانية، حل الأمير هاري وزوجته ميغان بالمغرب السبت الماضي في زيارة استغرقت ثلاثة أيام بأبعاد إنسانية، ترمي بالأساس إلى الترويج لتعليم الفتيات في المناطق النائية وتعزيز دور المرأة في المجتمع والاهتمام بالصحة العقلية، وهي القضايا التي يهتم بها الزوجان عادة في جولاتهما الخارجية. وفي هذا الصدد، زار الأمير هاري وعقيلته الحبلى في شهرها السابع بمولودها الأول الأحد المنصرم مدرسة تابعة لجمعية “التربية للجميع” بجهة مراكش، بالإضافة إلى لقاء بمقاولين شباب ونساء رائدات من المجتمع المدني المغربي ورياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في حفل أقيم في الإقامة الرسمية للسفير البريطاني في المملكة. الزيارة تأتي في سياق يسعى فيه البلدان إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية على أعلى مستوى، بحسب ما أعلنه السفير البريطاني في المملكة توماس رايلي. وأردف الأخير في لقاء صحافي قبيل الزيارة أن دوق ودوقة ساسيكس “سيقفان خلال الزيارة على التحول الذي شهده المغرب في مجال النهوض بوضعية المرأة وتمكين المرأة في مختلف المجالات”. وفي سياق متابعات دولية للزيارة، ذهب الموقع الأمريكي “CNN” إلى تناول الأبعاد الاقتصادية والتجارية لزيارة الأميرة هاري وعقيلته للمملكة المغربية، إذ ذكر الموقع أن الزيارة بإمكانها تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب وبريطانيا، خاصة أن المملكة المتحدة تسعى إلى تعزيز علاقاتها التجارية وشركائها الاقتصاديين والتجاريين مع دول خارج الاتحاد الأوروبي بعد خروج لندن من الكتلة الأوربية، إذ من المرتقب أن يكون المغرب سوقا مهما للمملكة المتحدة بعد خروجها من الكتلة الأوروبية. وأردف المصدر ذاته أن المغرب تجمعه اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الأوربي، وهو ما يمكن أن ينعكس إيجابا على بريطانيا بعد خروجها بشكل نهائي من الاتحاد الأوروبي. يذكر في هذا الصدد، أنه سبق لوزير الاستثمار البريطاني غراهام ستيوارت، وفي زيارة له للمغرب يونيو المنصرم سبق وأن عبر عن رغبة بلاده في تعزيز حضورها في القارة السمراء انطلاقا من بوابة المغرب، خاصة بعد انطلاق إجراءات الطلاق البريطاني من الاتحاد الأوروبي. الزيارة التي تكللت بلقاءات مع مسؤولين اقتصاديين مغاربة أشار فيها الوزير البريطاني إلى ارتفاع نسبة المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة التي تقدر بملياري جنيه أسترليني، والتي تتركز، أساسا، حول قطاعات النفط والوقود المعدني والطائرات والمركبات والأجهزة الميكانيكية. وبحسب ما ذكرته عدد من الصحف البريطانية، فإنه يتوقع أن تكون زيارة الأمير البريطاني، 34 عاما، وعقيلته ميغان، 37 ربيعا، للمغرب الأخيرة في سلسلة الزيارات الرسمية لهما قُبيل استقبالهما لمولودهما الأول المرتقب في شهر أبريل أو أوائل ماي المقبلين.