وجّهت المديرة العام لصندوق النقد الدولي، كريسيتين لتغارد، تحذيرا مباشرا الى الدول العربية وفي مقدمتها المغرب حيث توجد حاليا في زيارة رسمية، من خطر عودة الاضطرابات والانتفاضات الشعبية، بسبب ما قالت إنه احساس قوي باستمرار إضعاف الطبقة المتوسطة. لاغارد قالت إن إضعاف هذه الطبقة يؤدي الى الانتفاضات الشعبية، مستشهدة بالفيلسوف ارسطو الذي حث على الاهتمام بهده الطبقة. "ودول مثل مصر والاردن والمغرب، تكشف أن حصة الطبقة الوسطى من الثروة اقل مما كانت عليه في الستينات بينما اقتصاداتكم تنمو، وهذا يعني ان الثروة التي تم خلقها في هذه الفترة لم يتم توزيعها بشكل عادل على الطبقة المتوسطة وتركت كثيرا من الناس على هامش الطريق". وعن كيفية تحقيق الرهانات المرتبطة بالتحول الذي تشهده المنطقة العربية حاليا، قالت لاغارد إن العمود الاساسي لذلك ينقسم الى شقين، واحد اقتصادي والثاني اجتماعي. الاول يتمثل في دعم وتشجيع الاستثمار الخاص واحداث المقاولات، والثاني هو دعم الطبقة المتوسطة وتمكين الجميع من فرصة ركوب المصعد الاجتماعي. "على الدولة ان تنسحب من قطاعات كثيرة وتنخرط اكثر في قطاعات اخرى مثل التعليم والصحة، وتقلل من الدعم المعمم، وتقلل من دورها كمشغل وتصبح ذلك المقنن المحايد الذي يفرض احترام قواعد سير الاقتصاد"، تقول لاغارد مضيفة أن الاستقرار الماكرو اقتصادي اساس نجاح دائم، "وهو ما يتطلب قرارات جيدة تحد من ارتفاع المديونية التي تهدد الاستقرار، وذلك بتوجيه الانفاق العمومي بما يسمح بولوج الجميع الى سوق الشغل ويوفر تعليما في خدمة الادماج الاقتصادي وتطور البنيات التحتية...".