بعد الاعتداء الإرهابي الذي هز المغرب مؤخرا على خلفية ذبح سائحتين أجنبيتين وتفكيك شبكة إرهابية ببرشلونة من بينهم مغاربة، الأسبوع الماضي؛ عادت تهديدات مئات الدواعش المغاربة المجهولي المصير إلى الواجهة بقوة. إذ كشفت معطيات جديدة أن التنظيم الإرهابي داعش أعطى أوامره لآلاف للمقاتلين الأجانب، من بينهم مغاربة، للعودة إلى بلدانهم الأصلية أو التي خرجوا منها، بهدف تنفيذ اعتداءات إرهابية. هذا وأماطت اللثام عليه رسائل مشفرة لداعش رصدتها مصالح الاستخبارات الإسبانية، والتي نقلت صحيفة «لاراثون» الإسبانية بعض تفاصيلها. التقرير حذر من الخطر الكبير لحوالي 700 مقاتل أجنبي مغربي لازالوا يقاتلون في صفوف داعش في مختلف بؤر التوتر، رغم خسارة التنظيم لكل الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق. وعلى غرار المغاربة، حذر التقرير أيضا من 700 مقاتل أجنبي فرنسي منتشرين في بؤر التوتر. وبخصوص المقاتلين الأجانب المغاربة، يكشف التقرير أن 1634 مقاتلا مغربيا بصفوف داعش، مبرزا أن 615 منهم لقوا حتفهم، و285 عادوا إلى المملكة، أغلبهم اعتقلوا بعد ولوجهم التراب الوطني وأحلوا على القضاء، فيما بقية المقاتلين لا يعرف مصيرهم. في نفس السياق، دق التقرير ناقوس الخطر بخصوص 132 مقاتلا أجنبيا، أغلبهم مغاربة، خرجوا من إسبانيا منذ 2014، لا يعرف مكان تواجدهم. ومما زادهم خطورة، وفق التقرير، «توفرهم على مستوى عال من التكوين في تقنيات القتال وفي استعمال السلاح وفي صناعة المتفجرات التقليدية، علاوة على تطرفهم الشديد تجاه الثقافة الغربية». وأضاف التقرير الإعلامي أن «نية داعش هي محاولة تحقيق بكل الوسائل هدفها في إرساء حكم الشريعة في العالم برمته، لكن بعد فشل حربها التقليدية في سوريا والعراق، انتقلت إلى الحرب التخريبية، عبر ضربات يدوية، واعتداءات إرهابية». كما أن الأمر يتعلق «بجهاديين مغاربة وفرنسيين لديهم نفس مستوى تدريب المقاتلين الأجانب الذين خرجوا من إسبانيا، والذين يمكن أن يعودوا إليها في أي وقت»، يشير التقرير. وشرح التقرير أن الأجهزة الأمنية تراقب وسائل الاتصال التي يتبادل داعش الرسائل لتوقيف أي مشتبه فيه يلج إسبانيا، لكن يبقى التوجس والخطر قائما من إمكانية أن تكون لديهم وسائل اتصال خاصة غير معروفة، تصعب عملية مراقبتهم وتتبعهم إلى أن يتمكنوا من تنفيذ اعتداءات في أي وقت. وضرب التقرير المثل بجهادي مغربي عائد من مناطق التوتر بسوريا، حيث كان يتجول في العديد من البلدان الأوروبية، قبل أن يقرر في شهر يونيو الماضي الدخول إلى إسبانيا، حيث استقر ببرشلونة؛ وكان يتعمد المبيت في البيوت المهجورة التي يحتلها المهاجرون السريون والمتسكعون، للهروب من عيون الأمن.