أربع سنوات بعد قتل أربع أشخاص داخل المتحف اليهوي في العاصمة البلجيكية، بدأت محكمة الجنايات في بروكسل، أمس الخميس، في محاكمة الجزائري مهدي نموش، الحامل للجنسية الفرنسية، والذي يتم تقديمه كأول جهادي من “داعش” يرتكب هجوما في أوروبا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن التركيز بدا واضحا على وجه مهدي نموش وهو يعرف بنفسه من قفص الاتهام عند بدء محاكمته، حيث يواجه السجن المؤبد. ويفترض أن تستمر المحاكمة التي تجري وسط إجراءات أمنية مشددة حتى الأول من مارس المقبل، وسيستمع خلالها القضاة لحوالى مئة شاهد. ويتوقع أن يبدأ استجواب المتهمين الثلاثاء المقبل. وافتتحت الجلسة صباح أمس الخميس، ومن المقرر أن تخصص حتى الجمعة لتلاوة محضر الاتهام، وهو وثيقة من مئتي صفحة. وفي حال أكدت محكمة الجنايات الاتهام، فإن هذا الاعتداء الذي يرتدي طابعا معاديا للسامية، سيكون أول هجوم ينفذه مقاتل جهادي عائد من سوريا على الأراضي الأوروبية. ويبدو أن الجلسات ستشهد مواجهات بين المتهمين اللذين ينفيان التهم الموجهة إليهما، وأطراف الإدعاء المدني الذين يعتبرون الأدلة “دامغة”. ويفيد محضر الاتهام أن نموش أطلق النار في بهو مدخل المتحف اليهودي في 24 ماي 2014، ما أدى لمقتل زوجين سائحين، ومتطوعة فرنسية، وموظف بلجيكي شاب. وتمت جرائم القتل بمسدس وبندقية كلاشنيكوف خلال 82 ثانية كما لو أنها نفذت بيد قاتل محترف. وكان مهدي نموش الذي ولد ونشأ في شمال فرنسا، عاد قبل الواقعة بفترة وجيزة من سوريا حيث قاتل إلى جانب الجهاديين. ويشتبه بأن نموش احتجز أربعة صحافيين فرنسيين في حلب بسوريا في 2013. وبعد توجيه الاتهام اليه في 2017 في هذه القضية سيمثل أمام القضاء بشأنها في محاكمة أخرى. وتعرف ثلاثة من هؤلاء الصحافيين على الشاب بعد وقائع 2014 في بروكسل، ووصفوه بأنه سجان “عنيف ومتسلط”. وبحسب التحقيق الفرنسي في اضطهاد صحافيين في حلب، فان نموش لم يكن يخفي إعجابه بمحمد مراح الذي قتل في 2012 ثلاثة عسكريين من أصول مغاربية، ثم ثلاثة أطفال يهود مع والدهم في في تولوز ومونتوبان بجنوب فرنسا.