يبدو أن المهرجان الدولي لسينما الذاكرة الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، والذي يفتتح فعالياته بمدينة الناظور مساء اليوم الاثنين 5 ماي يتجه إلى إثارة المزيد من الجدل وذلك على خلفية دعوة فنانين إسبانيان اعتبرتهما جمعيات محلية أنهما "ينصبان العداء للوحدة الترابية للمغرب". في هذا السياق كشفت لجنة متابعة الشأن المحلي بالناظور، واللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب أن شخصين اثنين من إسبانيا، يشاركان في المهرجان، الأول يدعى ( كارلو إغليسياس ) يعرض فلما له في المهرجان، والثاني (خوصي سانشيز مونتي ) يشارك في لجنة التحكيم فئة الأفلام الطويلة، وأكدت الهيئتان اللتان تضمان عدد من الجمعيات أن المدعوان معروفان "بانخراطهما في الدفاع عن انفصال الصحراء المغربية و دعمهما لأطروحات البوليزاريو". واعتبرت الجمعيات المحتجة دعوتهما "ضربة قوية للسلطات المحلية و العسكرية والأمنية"، حيث سيتم "توريطهم في دعم و الاعتراف بهاذين الفنانين الاذان يسعيان على حد تعبير بيان للتنسيقيتين إلى "انفصال الصحراء المغربية"، ونبهت التنسيقيتين إلى "خطورة الموقف" خاصة أن "تمويل المهرجان بالكامل يتم من طرف مؤسسات عمومية مغربية، إلى جانب مساهمة عمالة الناظور في توفير كافة الشروط من أجل إنجاح فعالياته"، و الأخطر في الأمر تفيد نفس المصادر "أن عامل الإقليم و قائد الثكنة العسكرية بالناظور إلى جانب ممثلي المصالح الخارجية و الأجهزة الأمنية مدعوون من طرف إدارة المهرجان و مسؤولي الجمعية لحضور الحفل الافتتاحي". المحتجون على دعوة الإسبانيين أكدوا أن هذا الأمر فيه محاولة "لتوريط منطقة الريف في مواقف نشاز"، موجهين طلبا إلى رئيس الحكومة بتقديم موقف واضح من مشاركة وزير التشغيل في فعاليات المهرجان". من جانبه اعتبر عبد السلام بوطيب رئيس المركز ومدير المهرجان أن الضجة المثارة حول مشاركة الفنانين الإسبانيين ليس لها مبرر مقنع، وأضاف في تصريح ل" اليوم24" أن السبب الحقيقي هو عدم استفادة بعض وسائل الإعلام من الإشهار، قبل أن يضيف "هذه السنة اخترنا التعامل على هذا المستوى مع وسائل إعلام للاستشهار دون اخرى، وذلك إنسجاما مع الفاعلية والميزانية المرصودة، ولا يمكن الاستشهار في جميع وسائل الإعلام"، ونفى بوطيب نفيا قاطعا أية علاقة للفنانين بجبهة البوليزاريو مبرزا في هذا السياق أن سانشيز المشارك في لجنة التحكيم لهذه الدورة (الثالثة)، سبق له أن حضر الدورتين السابقتين سواء بالعرض أو كضيف ولم يثر خلالها أي جدال حول مشاركته، فيما إغليسياس الذي يعرض فيلما في المهرجان نقل على لسانه انه لم يسبق له أن أدلى بأي تصريح سواء مساند للمغرب في قضية الصحراء أو معارض له، "لقد أكد لي وقوفه على الحياد" يختم بوطيب.