لا يزال قرار عدد من المخابز في نواحي أكادير، والقاضي بالامتناع عن بيع حلويات عيد الميلاد، محط جدل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتجه ليتحول إلى دعوى أمام القضاء، بعد توجيه اتهامات ب”الداعشية” للمخابز، صاحبة الإعلان. ونشر صاحب مخبرة “ريحانة” في أكادير تدوينة في الحساب الرسمي لمخبزته في مواقع التواصل الاجتماعي، لوح فيها بجر مدونين إلى العدالة، بسبب اتهاماتهم له بالتطرف على خلفية قراره الامتناع عن بيع حلويات عيد الميلاد. وكتب صاحب المخبزة: “نظرا للهجمة الشرسة علي بعد إعلاني عن عدم توفر الحلوى في نهاية السنة.. ونظرا للاتهامات الخطيرة بوصفي داعشي.. والمساس بكرامتي، وإهانتي من طرف بعض الأشخاص، واتهامهم لي بأنني داعشي، وهذه تهمة خطيرة تمس بأمن الدولة.. قررت متابعتهم قضائيا لرد اعتباري، وأخذ حقي منهم.. أقول لكل من اتهمني بالداعشية أمامنا القضاء، الذي أثق بنزاهته”. وفي تصريح ل”اليوم24″، علل صاحب مخبزة أخرى في آيت ملول، نواحي أكادير، امتناعه عن بيع حلويات عيد الميلاد، ونشر إعلانا بذلك على باب مخبزته، بالقول إن قراره يعود إلى قناعات شخصية خاصة به، ويدخل في إطار حريته الفردية، وحقه في تقرير ما تقدمه مخبزته للزبائن. ومن جانبه، دخل الشيخ السلفي، حسن الكتاني، بقوة في نقاش الاحتفالات بأعياد الميلاد في المغرب، وموقف الشرع، حسب قوله منها، ونشر، خلال الأيام الأخيرة، سلسلة مكثفة من التدوينات في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، يستحضر فيها أقوال علماء يحرمون الاحتفال بالميلاد، وبيع ما يتعلق به، وكذلك تهنئة من يحتفلون به، إذ كتب في تدوينة له: “إن ابن رشد الجد منع رحمه الله اللعب والملاعب المصنوعة في أعياد المشركين والتجارة فيها”، بالإضافة إلى سلسلة فتاوى نقلها عن شيوخ المشرق. أما على شبكات التواصل الاجتماعي، فيعرف الموضوع حالة تقاطب حادة، ما بين التيار، الذي يدافع عن “الحرية الشخصية” لأصحاب المخابز”، ويدعو إلى احترام رأيهم، وقناعاتهم، ومن يعتبرها سابقة تمس بقيم التعايش، وتزكي التمييز بين مختلف توجهات المجتمع المغربي.