رغم الصورة الوردية التي تحاول جبهة البوليساريو رسمها للعلاقة بينها وبين الجزائر، إلا أن الإجراءات الجمركية التي اتخذتها الحكومة الجزائرية إزاء عملية تنقل مواطنين ينتمون إلى الجبهة الانفصالية عمقت الشرخ الحاصل بين الطرفين. وتلقت جبهة البوليساريو الانفصالية صفعة جديدة من طرف الجارة الشرقية الجزائر، وذلك بعد احتجازها 35 سيارة قادمة إلى ميناء مدينة مستغانم، على متن باخرة إسبانية خاصة بالمسافرين، لأنها لا تحمل أختام الدخول إلى التراب الجزائري. الباخرة التي وصلت إلى مطار مستغانم، يوم أمس الثلاثاء، تم توقيفها من طرف الجمارك الجزائرية ومُنعت من إنزال السيارات إلى التراب الجزائري، والسماح فقط للمواطنين بالدخول، ومقابل ذلك تم السماح لكل السيارات التي تحمل أختاما إسبانية بالنزول دون مشاكل. وتسببت الإجراءات الجديدة للجمارك الجزائرية في فوضى بميناء مستغانم من طرف الانفصاليين، الذين اعتبروا أن ما تقوم بهم الجزائر إجراءات “تعسفية وعنصرية اتجاه القادمين من البوليساريو” دون غيرهم من المواطنين. الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الجمارك الجزائرية جاءت بعد ارتفاع نسبة تهريب السيارات من طرف “البوليساريو” إلى الجزائر بأوراق جمركية مزورة وبأختام مزورة. وسبق للقضاء الجزائري أن أدان شهر غشت الماضي 26 مواطنا منتميا ل”جبهة البوليساريو”، بتهمة تكوين عصابة لاستيراد السيارات خارج إطار القانون، ودون الحصول على رخصة.