ارتفعت وتيرة احتجاجات التلاميذ بالعديد من المدن المغربية، وظهرت أكثر قوة، صباح أول أمس الجمعة، بالدارالبيضاء، وهم يرددون شعارات الألتراس، وينتظمون بطريقة متينة، مما يندر بتصعيد الوضع مع السلطات المغربية، والمسؤولين، ودخول تنظيمات الألتراس الخاصة بمشجعي الفرق الرياضية على الخط، احتجاجا على مرسوم الحكومة بخصوص الساعة الصيفية. وعاينت “أخبار اليوم” انتظام تلاميذ المؤسسات التعليمية، خصوصا الإعدادية والثانوية، وتوجههم إلى مقرات نيابات التعليم، وهي المرة الأولى التي تخرج فيها هاته الأعداد منذ معاودة انطلاق الدراسة يوم الأربعاء المنصرم، حيث تشير المعطيات التي حصلت عليها الجريدة إلى احتقان الوضع، وشلل شبه تام في المؤسسات التعليمية، خاصة جهة الدارالبيضاءسطات، بعد أن انطلقت يوم الأربعاء بشكل متذبذب. وأفاد باحث العلوم السياسية عبد الرحيم العلام، أنه من الصعب الجزم بأن الاحتجاجات كانت فقط بسبب استمرار الساعة الصيفية، مشيرا إلى أن التلاميذ لديهم غضب في مجموعة من القضايا، والجو حاليا بالمغرب مساعد وحاضن للاحتجاجات، خاصة وأن أساتذة التعليم يوافقون ضمنيا على ما يحدث، وهو أمر يذكر باحتجاجات تلاميذ المدارس سنة 1965، مذكرا أن خطاب الملك الراحل الحسن الثاني اتهم المعلمين بالوقوف وراء ذلك، وتحريض التلاميذ. وأوضح العلام في اتصال مع “أخبار اليوم”، أن احتجاجات التلاميذ هي في الحقيقة ضد رئيس الحكومة، بعد قرار الإبقاء على الساعة الإضافية، وهذا لا يعني أنه إذا لم تكن هناك استجابة، ستبقى على هذا الحد، بل الوارد أن يتم رفع شعارات أخرى، مضيفا أن الجديد في الاحتجاجات الحالية هو تحريض الأسر المغربية لأبنائها على الاحتجاج، من خلال النقاشات حول موائد الطعام، وهو ما ساهم في تهييج الأطفال، الذين حولوا غضبهم الكامن إلى ظاهر لتفجير ذلك، مفسرا أن الاحتجاجات هي مناسبة لتصفية المواطنين لحساباتهم مع الدولة في الكثير من القضايا، عبر استغلال الجو الناقم على الساعة. واعتبر الباحث السياسي أن الغضب على الساعة والاحتجاجات التي انطلقت بخصوصها، هي النقطة التي أفاضت الكأس، مضيفا أنها نقطة صالحة لتجميع الناس حولها، لأن المواطنين غاضبون من الحكومة، والاحتجاجات الحالية حول الساعة هي مشجب لتعليق كل الاحتجاجات حول مجموعة من المواضيع الأخرى. وأفاد محمد تامر، رئيس فيدرالية جمعيات أمهات وآباء التلاميذ بجهة الدارالبيضاءسطات، أن الوضع تطور كثيرا أمس الجمعة، وظهر التلاميذ المحتجون وهم يرددون شعارات الملاعب، ويقومون بحركات مماثلة لتلك التي تظهر في ملاعب كرة القدم، وهو أمر خطير، مشيرا إلى أن احتجاجات التلاميذ يبدو أنها صارت مؤطرة أكثر من السابق، موضحا أن حملة لمقاطعة الدراسة انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف تامر في اتصال مع “أخبار اليوم”، أنه تم الاتفاق بين وزارة التعليم، وبين تنظيمات جمعيات الآباء، على صيغتين للتوقيت المدرسي، تم طرحهما بالمدارس لتناقشهما مجالس التدبير، وتتعلق الأولى بالدخول في التاسعة إلى الواحدة، ثم من الثالثة إلى السادسة، أو الدخول في الساعة التاسعة إلى الثانية عشرة زوالا، ثم من الثانية إلى السادسة، على أساس برمجة الحصة المتضمنة لثلاث ساعات في الفترة الصباحية أو المسائية، على أن يتم تغيير استعمال الزمان وتعويض التلاميذ. وأضاف رئيس فيدرالية أمهات وآباء التلاميذ بجهة الدارالبيضاءسطات، أن الفيدرالية أصدرت بيانا يندد بأن ساعة واحدة للفصل بين الفترة الصباحية والمسائية غير كافية للتلميذ، مما جعل وزارة التعليم تستدعها رفقة تنظيمات أخرى، وأسفر الاجتماع عن العدول على القرار للخصاص المهول في الأطر التعليمية، ولعدم جاهزية المؤسسات التعليمية لمواجهة الوضع.